الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

فقه الوحي الإلهي من صحيح البخاري(ترجمة إمام المحدثين-أنواع الوحي)

1⃣
����وقفة مع ترجمة إمام المحدثين ����

⚪ البخاري -رحمه الله تعالى-⚪

��هو أمير المؤمنين في الحديث:
��أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبه البخاري،

��ولد -رحمه الله تعالى- سنة (194هـ) ببخارى،

��ومات أبوه وهو صغير، فكفلته أمه وأحسنت تربيته،

��وقد ظهر نبوغه من صغره وهو في الكتاب، فرزقه الله -سبحانه وتعالى- قلباً واعياً وحافظة قوية، وذهناً حاداً،
��ووفق لحفظ الحديث فأخذ منه بحظٍ كبير، ولما يبلغ العاشرة من عمره،
��ثم صار يختلف إلى علماء عصره وأئمة بلده فأخذ الحديث والعلم عنهم، وصار يراجعهم في بعض ما سمع منهم،
��وقد بلغ عدد شيوخه فيما روي عنه ثمانين وألف نفس (1080) ليس فيهم إلا صاحب حديث،
��وقد بلغت محفوظاته -رحمه الله- أنه يحفظ من الحديث الصحيح مائة ألف، ويحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح، يحدث هذا الكم الهائل من السنة،
��فرحمه الله تعالى رحمةً واسعة.��

��وقد أثنى عليه جمعٌ من الحفاظ من أقرانه،

��فقد قال أبو حاتم الرازي:
��"لم تخرج خرسان قط أحفظ منه، ولا قدم إلى العراق أعلم منه"،

��وكذلك أثنى عليه الدارمي عبد الله بن عبد الرحمن فقال:
��"رأيتُ علماء الحرمين والحجاز والشام والعراق، فما رأيت فيهم أجمع من محمد بن إسماعيل"

��وروى الحاكم بسنده أن مسلماً الإمام صاحب الصحيح جاء إلى البخاري فقبله بين عينيه، وقال:
��"دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله".

⚪أما ثناء من جاء بعده فيكفي في ذلك
��قول الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في مقدمة الفتح، يقول:
��"لو فتحت باب ثناء الأئمة عليه ممن تأخر عن عصره لفني القرطاس، ونفذت الأنفاس، فذلك بحرٌ لا ساحل له".

��وعلى كل حال ترجمة الإمام البخاري مدونة ومسطرة ومفردة ومع غيره من الأئمة، صنفت في ترجمة المصنفات التي منها المجلد، ومنها المجلدان، ومنها ما يبلغ المئات من الصفحات في ثنايا الكتب،
��وألف عن كتابه الصحيح العشرات من المؤلفات والرسائل العلمية، كلٌ يتناوله من جهة، ولا يزال الصحيح بحاجة إلى خدمة، وإن كان مشروحاً من أكثر من ثمانين شرح فيما عده صاحب كشف الظنون، والشروح أضعاف هذا العدد الذي ذكره مما لم يطلع عليه وممن تأخر عنده.

��الإمام البخاري له مصنفات غير
��الجامع الصحيح،
��التواريخ الثلاثة (الكبير والأوسط والصغير)
��كتاب التفسير الكبير،
��وله الأدب المفرد،
��وله القراءة خلف الإمام،
�� ورفع اليدين،
��وله غيرها من الكتب.

��توفي -رحمه الله-��
▫ليلة عيد الفطر سنة (256) عن اثنتين وستين عاماً،
▫بقرية يقال لها: خرتنك على فرسخين من سمرقند.

��شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح - عبد الكريم الخضير ��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��

2⃣

���� فقه مناسبة بدأ البخاري ببدأ الوحي  ����

��بسم الله الرحمن الرحيم ��

��1 - " باب كيف كان بدءُ الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "

��أقول وبالله التوفيق:

��جرت عادة المصنِّفين على إطلاق لفظ الباب على
��مجموعة من المسائل العلمية المشتركة في حكم واحد،
��وعلى هذا جرى البخاري حيث ذكر في هذا الباب الأحاديث المتعلقة بالوحي،
❓وكيف بدأ ➰ وتدرج من مرحلة إلى أخرى، ومن رؤيا منامية إلى وحي صريح.

��كما ذكر فيه الأحاديث المتعلقة بالوحي المحمدي وتقرير صحته وثبوته وصدقه.

��ولا شك في أن تصدير البخاري. كتابه بباب بدء الوحى أمر في غاية المناسبة،
⬅والإِبداع والتوثيق العلمي.

��فإنّ فيه إشارة صريحة إلى أن ما بين دفتيه من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -
��هو وحى إلهي، وكذلك السنة الصحيحة كلها.
⚪قال يحيى بن كثير: كان جبريل ينزل بالسنَّة كما ينزل بالقرآن، أخرجه الدارمي،
⚡وقال عز وجل: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}،

��وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله ".

��أما الوحي فله معنيان
��معنى لغوي
��ومعنى شرعي
↩وإنْ شئتَ قلت: له في اللغة معان عديدة، وله شرعاً معنى واحد.

��فالوحي لغة يأتي لعدة معان وهي:

1⃣(أ) الإشارة الحسية باليد والعين وغيرهما،
➰كما قال الشاعر:
نظرت إليْها نظرةً فَتَحَيَّرَتْ ... دَقَائِق فِكْري فِى بَدِيْع صِفَاتِهَا
فَأوحَى إِلَيْهَا الطرفُ أنَّي أحبّهَا ... فأثَّر ذَاكَ الوَحيُ في وَجنَاتِهَا
⚡ومنه قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا}.

2⃣(ب): الكتابة كقول لبيد :
فمدافعُ الرَّيَّان عُرِّي رَسْمُها ... خَلَقاً كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلاَمُها
(فالْوُحِىُّ جمع وَحْيٍ وهو الكتابة)،
↩وإنما سميت الإِشارة والكتابة وحياً لدلالتهما على المعنى بسرعة لا يدانيهما فيها غيرهما.
▫والعرب تسمي السرعة وحياً، فيقولون: تَوَحَّى الرجل إذا جاء بسرعة، فهما يرجعان إلى أصل واحد وهو السرعة.

3⃣(جـ) الإِلهام القلبي وهو ما يلقيه الله في قلب الإنْسان من علم، أو أمر، أو نهي.
⚡كما قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).

4⃣(د) التسخير الغريزى للحيوان
⚡كقوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}:
◀أي أنَّ الله سخرها عن طريق الغريزة أنْ تصنع هذه الأشياء العجيبة.

5⃣(هـ) الوسوسة الشيطانية، ومنه
⚡قوله تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ}.
↩وإنما سمي " الإلهام " و " التسخير الغرْيزي " و " الوسوسة الشيطانية " وحياً، ◀لأنّها إعلام في خفاء، والعرب تسمي الإعلام الخفي وَحْياً،
��قال الكسائي: تقول وحيت إليه إذا كلمته بكلام تخفيه عن غيره.

��أما الوحي شرعاً: ����
��فهو إعلام الله تعالى لنبيٍّ من أنبِيَائه بالشريعَة الْمنْزَلَةِ عليه، وما يتعلق بها من أخبار وأحكام سواءً كان هذا الإِعلام الإِلهي مَناماً أو إلهاماً أو كلاماً بواسطة أو بغير واسطةٍ.

⭕وِإنما سمي إعلام الله لأنْبِيَائِهِ وحياً لأمرين:

��أولاً: لأنه يأتي غالباً إِلى الأنبياءِ في سرِّية وخفاءٍ، وأصل الوحي في اللغة " الإِعلام الخفي ".
��ثانياً: أنه غالباً مما يتم في سرعةٍ شديدةٍ
➰حتى أنَّ القسطلاني قال: ◀والتلقي من الملك، وفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أُلقي إليه كأنه في لحظة واحدة، بل أقرب من لمح البصر، ولذلك سمي وحْياً لأن الوحي في اللغة الإِسْراع.

��والحاصل أنه سُمِّيَ وحياً لما يتصف به غالباً من الخفاءِ والسرعة،

��منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��

3⃣

����فقه  أنواع  الوحي ����

��أنواع الوحي��

��قال ابن القيم:
��وكمل الله له - صلى الله عليه وسلم - من مراتب الوحي مراتب عديدة.

1⃣أحدهما: الرؤيا الصادقة، وكانت مبدء وحيه ، كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.

2⃣الثانية: ما كان يلقيه الملك في روعه وقلبه من غير أن يراه،
��كما قال - صلى الله عليه وسلم -: " إنّ روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله، فإن ما عند الله لا ينال إلاّ بطاعته ".

3⃣الثالثة: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتمثل له الملك رجلاً فيخاطبه حتى يعي ما يقول، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحياناً.

4⃣الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس، وكان أشده، عليه فيلتبس به الملك حتى أن جبينه ليتفصد عرقاً في اليوم الشديد البرد.
��وحتى إن راحلته لتبرك به إِلى الأرض إذا كان راكبها، ولقد جاءه الوحي مرّة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليها حتى كادت ترضها.

5⃣الخامسة: أن يرى الملك في صورته  التي خُلق عليها فيوحى إليه ما شاء الله أن يوحيه، وهذا وقع له مرتين، كما ذكر الله ذلك في سورة النجم.

6⃣ السادسة: ما أوحاه الله إليه وهو فوق السموات ليلة المعراج. من فرض الصلاة وغيرها.

7⃣السابعة: كلام الله له، منه وإليه بلا واسطة ملك، كما كلم الله تعالى موسى بن عمران، وكلَّم أيضاً نبينا - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج،
��قال ابن القيم: وقد زاد بعضهم مرتبة
8⃣ثامنة وهي تكليم الله له كفاحاً، " مباشرة دون حجاب " وهذا على مذهب من يقول: إنه - صلى الله عليه وسلم - رأَى ربه تبارك وتعالى، وهي مسألة خلافية بين السلف والخلف

��عناصر الوحي��:
لا شك أنّ الوحي يتألف من عنصرين هما:
1⃣كتاب الله
2⃣وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم

��فالسنة توأم القرآن،
��والمصدر الثاني للتشريع الإسلامي،
��وهي وحي إلهي من أنكرها فقد أنكر نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وكفر بشهادة أن محمداً رسول الله؛
↩لأنها لا تتحقق إلا بتصديق الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به، والعمل بسنته، ومن لم يعمل بالسنة لم يعمل بالقرآن؛ لأنه خالف قوله عز وجل
⚡{وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.

◀ولا تتحقق طاعة الله إلّا بطاعة نبيه - صلى الله عليه وسلم -؛ لقوله عز وجل
⚡{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه}َ
��وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " من أطاعنى فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله " أخرجه البخاري.

��وقال يحيى بن كثير:
◀كان جبريل ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن.

��وفي الحديث عن المقدام بن معدي كرب قال: قال النبي: - صلى الله عليه وسلم - " ألا إني أُوتيت الكتاب ومثله " إلى أن قال - صلى الله عليه وسلم -: " وإنّ ما حرم رسول الله كما حرم الله " أخرجه أبو داود.

��وقال طاووس رحمه الله تعالى: وقيل: لم يسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً قط إلا بوحي، فمن الوحي ما يتلى، ومنه ما يكون وحياً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيسن به .

��منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري ��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��


3⃣
��تعظيم نوايا القلوب ��

��اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻷﻭﻝ (ﻋﻦ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﻔﺺ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ: «إنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِه فَهجْرتُهُ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمنْ كانََتْ هجرتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أوْ إلَى امْرَأةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ»

��يقول الشيخ بن عثيمين :-
♦ﻋﻦ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺣﻔﺺ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻟﻪ، ﻓﻬﻮ ﺣﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ، ﻭﻧﺼﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﺨﻼﻓﺔ ﺷﺮﻋﻲ، ﻷﻥ اﻟﺬﻱ ﻋﻴﻨﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ، ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺗﻌﻴﻦ ﺑﻤﺒﺎﻳﻌﺔ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻘﻴﻔﺔ، ﻓﺨﻼﻓﺘﻪ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻛﺨﻼﻓﺔ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺣﺴﻦ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﺧﺘﻴﺎﺭا ﺣﻴﺚ اﺧﺘﺎﺭ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ.

��ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﻤﻌﺖ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺧﺬﻩ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻼ ﻭاﺳﻄﺔ.
��ﻭاﻟﻌﺠﺐ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﻩ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻻ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ مع ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ
�� ﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﻮاﻫﺪ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭاﻟﺴﻨﺔ.
⚪ﻓﻔﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: 
⚡{وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ۚ} [سورة البقرة : 272]
⬅ فهذه ﻧﻴﺔ

⚡ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ } [سورة الفتح : 29]
⬅ﻭﻫﺬﻩ ﻧﻴﺔ.

��ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺴﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: 《واعلم إنك لن تُنْفقَ نفقةً إلا أُجِرْتَ عليها، حتى اللقمةَ ترفعُها إلى في امرأتِك 》صحيح البخاري

◀ﻓﻘﻮﻟﻪ: ﺗﺒﺘﻐﻲ ﺑﻬﺎ ﻭﺟﻪ اﻟﻠﻪ ⬅ﻓﻬﺬﻩ نية

��ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭاﻟﺴﻨﺔ.
��ﻭﻟﻔﻆ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻧﻔﺮﺩ ﺑﻪ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻟﻜﻦ ﺗﻠﻘﺘﻪ اﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ اﻟﺘﺎﻡ، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺻﺪﺭ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ.

�� ﻗﻮﻟﻪ: «إنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى 》

��اما في اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻨﻘﻮﻝ: ��
▫اﻷﻋﻤﺎﻝ ﺟﻤﻊ ﻋﻤﻞ، ﻭﻳﺸﻤﻞ:
��ﺃﻋﻤﺎﻝ اﻟﻘﻠﻮﺏ
��ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ اﻟﻨﻄﻖ،
��ﻭﺃﻋﻤﺎﻝ اﻟﺠﻮاﺭح
◀ ﻓﺘﺸﻤﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ.
��ﻓﺎﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ:
⬅ﻣﺎﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎﻝ:
��ﻛﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ،
��ﻭاﻹﻧﺎﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ،
��ﻭاﻟﺨﺸﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ.
��ﻭاﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﻨﻄﻘﻴﺔ:
⬅ﻣﺎﻳﻨﻄﻖ ﺑﻪ اﻟﻠﺴﺎﻥ، ﻭﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻗﻮاﻝ اﻟﻠﺴﺎﻥ، ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﺭﺡ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻤﻼ ﻣﻦ اﻟﻠﺴﺎﻥ، اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ اﻟﻌﻴﻦ ﺃﻭ اﻷﺫﻥ. 
��ﻭاﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺠﻮاﺭﺣﻴﺔ:
⬅ﺃﻋﻤﺎﻝ اﻟﻴﺪﻳﻦ ﻭاﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ. 

▫ 《إنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ》
��اﻟﻨﻴﺎﺕ: ﺟﻤﻊ ﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ: اﻟﻘﺼﺪ.
��ﻭﺷﺮﻋﺎ: اﻟﻌﺰﻡ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺗﻘﺮﺑﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻣﺤﻠﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ، ﻓﻬﻲ ﻋﻤﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻻﺗﻌﻠﻖ ﻟﻠﺠﻮاﺭﺡ ﺑﻬﺎ. 

��《 وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى 》
◀أﻱ ﻟﻜﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻧﻮﻯ ﺃﻱ ﻣﺎ ﻧﻮاﻩ. 
⬅اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻴﺔ ﺗﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﺎﺩاﺕ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ، ﻭﺗﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ.
�� * ﻭﺗﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﺎﺩاﺕ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﻣﺜﺎﻟﻪ: 
��ﺃﻭﻻ:
��اﻟﺮﺟﻞ ﻳﺄﻛﻞ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﺷﻬﻮﺓ ﻓﻘﻂ،
��ﻭاﻟﺮﺟﻞ اﻵﺧﺮ ﻳﺄﻛﻞ اﻟﻄﻌﺎﻡ اﻣﺘﺜﺎﻻ ﻷﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ
⚡ﻗﻮﻟﻪ: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا  }[سورة اﻷعراف: 31]

◀ﻓﺼﺎﺭ ﺃﻛﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺃﻛﻞ اﻷﻭﻝ ﻋﺎﺩﺓ
��ﺛﺎﻧﻴﺎ:
��اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﺗﺒﺮﺩا
��ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻐﺘﺴﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺎﺑﺔ،
↩ﻓﺎﻷﻭﻝ ﻋﺎﺩﺓ
↩‏ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻋﺒﺎﺩﺓ، ﻭﻟﻬﺬا ﻟﻮﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺟﻨﺎﺑﺔ ﺛﻢ اﻧﻐﻤﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﻟﻠﺘﺒﺮﺩ ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﻓﻼ ﻳﺠﺰﺋﻪ ﺫﻟﻚ، ﻷﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻨﻮ اﻟﺘﻌﺒﺪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻧﻮﻯ اﻟﺘﺒﺮﺩ.

��ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ:
��ﻋﺒﺎﺩاﺕ ﺃﻫﻞ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﺎﺩاﺕ، ﻭﻋﺎﺩاﺕ ﺃﻫﻞ اﻟﻴﻘﻈﺔ ﻋﺒﺎﺩاﺕ.
��ﻋﺒﺎﺩاﺕ ﺃﻫﻞ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﺎﺩاﺕ ﻣﺜﺎﻟﻪ⬅ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻡ ﻭﻳﺘﻮﺿﺄ ﻭﻳﺼﻠﻲ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺩﺓ.
��ﻭﻋﺎﺩاﺕ ﺃﻫﻞ اﻟﻴﻘﻈﺔ ﻋﺒﺎﺩاﺕ ﻣﺜﺎﻟﻪ⬅ ﻣﻦ ﻳﺄﻛﻞ اﻣﺘﺜﺎﻻ ﻷﻣﺮ اﻟﻠﻪ، ﻳﺮﻳﺪ ﺇﺑﻘﺎء ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻳﺮﻳﺪ اﻟﺘﻜﻔﻒ ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺎﺩﺓ.
�� ﻭﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻓﻊ ﺑﺜﻴﺎﺑﻪ، ﻓﻬﺬا ﻻﻳﺆﺟﺮ
��ﻭﺁﺧﺮﻟﺒﺲ ﺛﻮﺑﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪﺭ ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻏﻨﻲ، ﻓﻬﺬا ﻳﺆﺟﺮ.
��ﻭﺭﺟﻞ ﺁﺧﺮ ﻟﺒﺲ ﻳﻮﻡ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺃﺣﺴﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ
�� ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﺒﺲ ﺃﺣﺴﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺗﺄﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻬﻮ ﻋﺒﺎﺩﺓ. 
��ﺗﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﺜﺎﻟﻪ:
  ﺭﺟﻞ ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﻳﻨﻮﻱ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﻄﻮﻉ، ﻭﺁﺧﺮ ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﻳﻨﻮﻱ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻔﺮﻳﻀﺔ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻼﻥ ﺗﻤﻴﺰا ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ، ﻫﺬا ﻧﻔﻞ ﻭﻫﺬا ﻭاﺟﺐ، ⬅ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﻘﺲ.
▫ﺇﺫا اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ:
◀ﺗﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻛﺎﻟﻨﻔﻞ ﻣﻊ اﻟﻔﺮﻳﻀﺔ، ﺃﻭﺗﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﺩاﺕ.

��  ﻭاﻋﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻨﻴﺔ ﻣﺤﻠﻬﺎ اﻟﻘﻠﺐ، ↩ﻭﻻﻳﻨﻄﻖ ﺑﻬﺎ ﺇﻃﻼﻗﺎ، ﻷﻧﻚ ﺗﺘﻌﺒﺪ ﻟﻤﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﺋﻨﺔ اﻷﻋﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ اﻟﺼﺪﻭﺭ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻭﻟﺴﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻣﻦ ﻻﻳﻌﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻮﻱ ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺑﻪ،
◀ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎﺗﻮﺳﻮﺱ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻳﻌﻠﻢ ﻣﺘﻘﻠﺒﻚ ﻭﻣﺎﺿﻴﻚ، ﻭﺣﺎﺿﺮﻙ.
↩ﻭﻟﻬﺬا ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺭﺿﻮاﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻠﻔﻈﻮﻥ ﺑﺎﻟﻨﻴﺔ ﻭﻟﻬﺬا ﻓﺎﻟﻨﻄﻖ ﺑﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﺳﺮا ﺃﻭ ﺟﻬﺮا

��شرح الأربعين النووية لابن عثيمين��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��

4⃣

��فقه الهجرة والعمل بالنوايا ��
 
♦  《وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى》
�� ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻧﻴﺔ اﻟﻤﻌﻤﻮﻝ ﻟﻪ، ﻭاﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻔﺎﻭﺗﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻔﺎﻭﺗﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ،

��ﺣﻴﺚ ﺗﺠﺪ ﺭﺟﻠﻴﻦ ﻳﺼﻠﻴﺎﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭاﻟﻤﻐﺮﺏ ﺃﻭ ﻣﻤﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻷﺭﺽ ﻓﻲ اﻟﺜﻮاﺏ،
◀ﻷﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺨﻠﺺ
◀ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﺺ.
��ﻭﺗﺠﺪ ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻳﻄﻠﺒﺎﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﺃﻭ اﻟﻔﻘﻪ، ﺃﻭ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ، ﺃﻭ اﻟﺤﺪﻳﺚ،
◀ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ
◀ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻭاﺣﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﺭﺱ ﻭاﺣﺪ.
��ﻓﻬﺬا ﺭﺟﻞ ﻃﻠﺐ ﺩﺭاﺳﺔ اﻟﻔﻘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺎﺿﻴﺎ ﻭاﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻪ ﺭاﺗﺐ ﺭﻓﻴﻊ ﻭﻣﺮﺗﺒﺔ ﺭﻓﻴﻌﺔ،
��ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﺩﺭﺱ اﻟﻔﻘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻣﻌﻠﻤﺎ ﻷﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺮﻕ ﻋﻈﻴﻢ.
��عن أبي هريرة رضي الله عنه ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ 《من طلب عِلمًا ممَّا يبتغي به وجهَ اللهِ تعالَى ليُصيبَ به عرَضًا من الدُّنيا لم يجِدْ عرْفَ الجنَّةِ يومَ القيامةِ .》ﺭﻭاﻩ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ .
��و ﺑﻠﻔﻆ 《من طلب عِلمًا ممَّا يبتغي به وجهَ اللهِ تعالَى ليُصيبَ به عرَضًا من الدُّنيا لم يجِدْ عرْفَ الجنَّةِ يومَ القيامةِ .》
⬅ ﺃﺧﻠﺺ اﻟﻨﻴﺔ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. 

♦ﺛﻢ ﺿﺮﺏ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺜﻼ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎﺟﺮ ﻓﻘﺎﻝ:  《 فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ 》

��اﻟﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ: ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮ ﻭﻫﻮ اﻟﺘﺮﻙ. 
⏪ﻭﺃﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻉ ﻓﻬﻲ: اﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ اﻟﻜﻔﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ اﻹﺳﻼﻡ.

❓❓ ﻭﻫﻨﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ❓❓
❓❗ﻫﻞ اﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭاﺟﺒﺔ ﺃﻭ ﺳﻨﺔ؟ ❓❗
✅ ﻭاﻟﺠﻮاﺏ:
ﺃﻥ اﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭاﺟﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ اﻟﻜﻔﺮ، ﻓﻼﻳﺘﻢ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻇﻬﺎﺭﻩ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ،
✏ﻭﻣﺎ ﻻﻳﺘﻢ اﻟﻮاﺟﺐ ﺇﻻ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻭاﺟﺐ.
ﻛﻬﺠﺮﺓ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﺒﺸﺔ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.

♦ 《 فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِه فَهجْرتُهُ إلى اللهِ وَرَسُولِه》
�� ﻛﺮﺟﻞ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺘﺢ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺃﻱ:
��ﻳﺮﻳﺪ ﺛﻮاﺏ اﻟﻠﻪ، 
��ﻭﻧﺼﺮﺓ ﺩﻳﻦ اﻟﻠﻪ، ﻭﻫﺬﻩ ﺇﺭاﺩﺓ ﺣﺴﻨﺔ.  ��ﻭﻳﺮﻳﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ: ﻟﻴﻔﻮﺯ ﺑﺼﺤﺒﺘﻪ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﺑﺴﻨﺘﻪ ﻭﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭاﻟﺬﺏ ﻋﻨﻪ، ﻭﻧﺸﺮ ﺩﻳﻨﻪ، ⬅ﻓﻬﺬا ﻫﺠﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ،
⚡ ﻭاﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﻘﺪﺳﻲ "ﻣﻦ ﺗﻘﺮﺏ ﺇﻟﻲ ﺷﺒﺮا ﺗﻘﺮﺑﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﺭاﻋﺎ"
�� ﻓﺈﺫا ﺃﺭاﺩ اﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻜﺎﻓﺌﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ  ﺑﺄﻋﻈﻢ ﻣﻤﺎ ﻋﻤﻞ.

❓❓ ﻭﻫﻨﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ:❓❓
❓ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻬﺎﺟﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ؟ ❓
✅ﻭاﻟﺠﻮاﺏ:
⏪ ﺃﻣﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺼﻪ ﻓﻼ
��ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻﻳﻬﺎﺟﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﺨﺺ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ا
ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻷﻧﻪ ﺗﺤﺖ اﻟﺜﺮﻯ،
⏪ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﻨﺘﻪ ﻭﺷﺮﻋﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻬﺬا ﻣﻤﺎ ﺟﺎء اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻴﻪ

��ﻓﺎﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻭﺣﻴﻦ،
��ﻭاﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻟﺸﺨﺼﻪ ﻭﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﺣﺎﻝ ﺣﻴﺎﺗﻪ،
⏪ ﻭﺑﻌﺪ ﻣﻤﺎﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺷﺮﻳﻌﺘﻪ ﻓﻘﻂ.
⚡ﻧﻈﻴﺮ ﻫﺬا ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } [سورة النساء : 59]
⏪ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺩاﺋﻤﺎ، ﻭﺇﻟﻰ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻭﺇﻟﻰ ﺳﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ
��.ﻓﻤﻦ ﺫﻫﺐ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﻟﻴﺘﻌﻠﻢ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻬﺬا ﻫﺠﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ،
��ﻭﻣﻦ ﻫﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﻻﻣﺮﺃﺓ ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ، ﺑﺄﻥ ﺧﻄﺒﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻻﺃﺗﺰﻭﺟﻚ ﺇﻻ ﺇﺫا ﺣﻀﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪﻱ
⏪ﻓﻬﺠﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻫﺎﺟﺮ ﺇﻟﻴﻪ.

♦ 《وَمنْ كانََتْ هجرتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا》
��ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻔﻼﻧﻲ ﺗﺠﺎﺭﺓ ﺭاﺑﺤﺔ ﻓﺬﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺑﺢ، ﻓﻬﺬا ﻫﺠﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﻧﻴﺎ ﻳﺼﻴﺒﻬﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺭاﺩ.
��ﻭﺇﺫا ﺃﺭاﺩ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء. 

�� شرح الأربعين النووية لابن عثيمين رحمه الله تعالى ��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��

5⃣
�� الدرر من حديث عمدة أعمال القلوب ��

�� ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ: ��

��1. ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺣﺪ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺪاﺭ اﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ اﻟﻌﻠﻤﺎء: ↩ﻣﺪاﺭ اﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﺜﻴﻦ ﻫﻤﺎ :-
1⃣ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ،
2⃣ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ: 《 من عملَ عملا ليسَ عليهِ أمرُنا فهو ردٌّ》 
ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭي، ﻭﻣﺴلم .
��ﻓﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ
�� ﻋﻤﺪﺓ ﺃﻋﻤﺎﻝ اﻟﻘﻠﻮﺏ
��ﻓﻬﻮ ﻣﻴﺰاﻥ اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ

◀ﻭﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﺋﺸﺔ:
��ﻋﻤﺪﺓ ﺃﻋﻤﺎﻝ اﻟﺠﻮاﺭﺡ
��ﻣﺜﺎﻟﻪ:
��ﺭﺟﻞ ﻣﺨﻠﺺ ﻏﺎﻳﺔ اﻹﺧﻼﺹ، ﻳﺮﻳﺪ ﺛﻮاﺏ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺩاﺭ ﻛﺮاﻣﺘﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺑﺪﻉ ﻛﺜﻴﺮﺓ.
��ﻓﺒﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻴﺘﻪ: ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﻴﺔ ﺣﺴﻨﺔ.
��ﻭﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻪ: ﻧﺠﺪ ﺃﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﺳﻲء ﻣﺮﺩﻭﺩ، ﻟﻌﺪﻡ ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.

��ﻭﻣﺜﺎﻝ ﺁﺧﺮ:
��ﺭﺟﻞ ﻗﺎﻡ ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺗﻢ ﻭﺟﻪ، ﻟﻜﻦ ﻳﺮاﺋﻲ ﻭاﻟﺪﻩ ﺧﺸﻴﺔ ﻣﻨﻪ،
��ﻓﻬﺬا ﻓﻘﺪ اﻹﺧﻼﺹ،
��ﻓﻼ ﻳﺜﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺃﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺧﻮﻓﺎ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﺘﻌﺒﺪا ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ.

��2. ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ:
��ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺗﻤﻴﻴﺰ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ، ﻭاﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﻟﻘﻮﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:《إنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ》
��ﻭﻟﻨﻀﺮﺏ ﻣﺜﻼ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ،
��ﺭﺟﻞ ﺃﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ اﻟﻈﻬﺮ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻮﻱ اﻟﻈﻬﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ.
��ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﻬﺮاﻥ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﺰ ﻇﻬﺮ ﺃﻣﺲ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ اﻟﻴﻮﻡ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﻟﻬﺎ ﻧﻴﺔ.

��3. ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ:
��اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ،◀ ﻷﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺴﻢ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ:����
�� ﻗﺴﻢ: ﺃﺭاﺩ ﺑﻌﻤﻠﻪ ﻭﺟﻪ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺪاﺭ اﻵﺧﺮﺓ. 
��ﻭﻗﺴﻢ: ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ، ﻭﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ اﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.
↩ﻭاﻹﺧﻼﺹ ﻳﺠﺐ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻪ ﻭاﻟﺤﺚ ﻋﻠﻴﻪ، ﻷﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺮﻛﻴﺰﺓ اﻷﻭﻟﻰ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻖ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ،
��ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [سورة الذاريات : 56]

��4. ﻭﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ:
��ﺣﺴﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
��ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻨﻮﻳﻊ اﻟﻜﻼﻡ ﻭﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻜﻼﻡ، ﻷﻧﻪ ﻗﺎﻝ:
��《إنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ》 ◀ﻭﻫﺬا ﻟﻠﻌﻤﻞ
��《وَإنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى》◀ﻭﻫﺬا ﻟﻠﻤﻌﻤﻮﻝ ﻟﻪ.
��  ﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ: ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻬﺠﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ:
1⃣ﺷﺮﻋﻴﺔ
2⃣ﻭﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ،
◀ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ،
↩ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻻﻳﺴﺮﺩ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﺳﺮﺩا ﻷﻥ ﻫﺬا ﻳﻨﺴﻲ، ﺑﻞ ﻳﺠﻌﻞ ﺃﺻﻮﻻ، ﻭﻗﻮاﻋﺪ ﻭﺗﻘﻴﻴﺪاﺕ،
↩ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﻗﺮﺏ ﻟﺜﺒﻮﺕ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻓﻤﺎ ﺃﺳﺮﻉ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﺎﻫﺎ

��5. ﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ:
◀ﻗﺮﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻮاﻭ ﺣﻴﺚ
ﻗﺎﻝ:⬅《 إلى اللهِ وَرَسُولِه》
ﻭﻟﻢ
ﻳﻘﻞ: (ﺛﻢ ﺭﺳﻮﻟﻪ)، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:《 ﻣﺎ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﺷﺌﺖ》، ﻓﻘﺎﻝ: ﺑﻞ ﻣﺎﺷﺎء اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺭﻭاﻩ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ

❗❓ﻓﻤﺎ اﻟﻔﺮﻕ؟ ❓❗
✅ﻭاﻟﺠﻮاﺏ:
��ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ بالأمور اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ
⬅ ﻓﻴﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻮاﻭ، ﻷﻥ ﻣﺎﺻﺪﺭ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻉ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } [سورة النساء : 80]

��ﻭﺃﻣﺎ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ:
◀ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﻥ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﺑﺎﻟﻮاﻭ ﺃﺑﺪا، ﻷﻥ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﺗﺤﺖ ﺇﺭاﺩﺓ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ. 
��ﻓﺈﺫا ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻫﻞ ﻳﻨﺰﻝ اﻟﻤﻄﺮ ﻏﺪا؟❓◀ﻓﻘﻴﻞ: اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻋﻠﻢ، ﻓﻬﺬا ﺧﻄﺄ،
��ﻷﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻠﻢ ﺑﻬﺬا.
❓ ﻣﺴﺄﻟﺔ:❓
⬅ﻭﺇﺫا ﻗﺎﻝ: ❓ﻫﻞ ﻫﺬا ﺣﺮاﻡ ﺃﻡ ﺣﻼﻝ؟❓

✅ﻗﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﺏ: اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﻋﻠﻢ، ﻓﻬﺬا ﺻﺤﻴﺢ، ﻷﻥ ﺣﻜﻢ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺣﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
⚡ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } [سورة النساء : 80]

❓ﻣﺴﺄﻟﺔ: ❓
❗❓ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻓﻀﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﻡ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ؟❓❗
✅ﻭاﻟﺠﻮاﺏ:
��اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ، ◀ﻷﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ،
��ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ: اﻟﻌﻠﻢ ﻻﻳﻌﺪﻟﻪ ﺷﻴﺊ ﻟﻤﻦ ﺻﺤﺖ ﻧﻴﺘﻪ.
�� ﻭﻻﻳﻤﻜﻦ ﺃﺑﺪا ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ
⚡ﻟﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ } [سورة التوبة : 122]

��ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ﻟﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ:
⚡{فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} [سورة التوبة : 122]

��ﺃﻱ ﻭﻗﻌﺪﺕ ﻃﺎﺋﻔﺔ:
⚡{ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [سورة التوبة : 122]

�� ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻭاﺧﺘﻼﻑ اﻟﺰﻣﻦ،
��ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺫﻛﻴﺎ ﺣﺎﻓﻈﺎ ﻗﻮﻱ اﻟﺤﺠﺔ ⬅ﻓﺎﻷﻓﻀﻞ ﻟﻪ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﻫﺬا ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ اﻟﻔﺎﻋﻞ.
��ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ اﻟﺰﻣﻦ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺇﺫا ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻛﺜﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻭاﺣﺘﺎﺟﺖ اﻟﺜﻐﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻣﺮاﺑﻄﻴﻦ ⬅ﻓﺎﻷﻓﻀﻞ اﻟﺠﻬﺎﺩ،
�� ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺗﻔﺸﻰ ﻓﻴﻪ اﻟﺠﻬﻞ ﻭﺑﺪﺃﺕ اﻟﺒﺪﻉ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺗﻨﺘﺸﺮ
⬅ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ ﺃﻓﻀﻞ
��ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ:
�� 1. ﺑﺪﻉ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻈﻬﺮ ﺷﺮﻭﺭﻫﺎ.
�� 2. اﻹﻓﺘﺎء ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ.
�� 3. ﺟﺪﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ.
⏪  ﻭﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺮﺟﺤﺎ ﻓﺎﻷﻓﻀﻞ اﻟﻌﻠﻢ 
�� 6. ﻭﻣﻦ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﺤﺪﻳﺚ:
��ﺃﻥ اﻟﻬﺠﺮﺓ ﻫﻲ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ◀ﻷﻧﻬﺎ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻷﻧﻚ ﻗﺼﺪﺕ اﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻫﻮ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ.

       ❓ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ❓
❗❓ﻫﻞ اﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭاﺟﺒﺔ ﺃﻡ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ؟❓❗

✅ اﻟﺠﻮاﺏ:⬅ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ
��ﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻌﻠﻨﻪ ﻭﻻﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﻟﻬﺠﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻣﺴﺘﺤﺒﺔ.
��ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﺎﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭاﺟﺒﺔ
��ﻭﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻀﺎﺑﻂ ﻟﻠﻤﺴﺘﺤﺐ ﻭاﻟﻮاﺟﺐ.
◀ﻭﻫﺬا ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺒﻼﺩ اﻟﻜﺎﻓﺮﺓ،
◀ﺃﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﻼﺩ اﻟﻔﺎﺳﻘﺔ -
��ﻭﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻦ اﻟﻔﺴﻖ ﻭﺗﻈﻬﺮﻩ-
��ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺧﺎﻑ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻟﻖ ﻓﻴﻤﺎ اﻧﺰﻟﻖ ﻓﻴﻪ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻠﺪ ﻓﻬﻨﺎ ⬅اﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭاﺟﺒﺔ،
⬅ﻭﺇﻥ ﻻ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻭاﺟﺒﺔ.

⬅⬅ﺑﻞ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﺇﺻﻼﺡ،
⏪ﻓﺒﻘﺎﺅﻩ ﻭاﺟﺐ ﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﺒﻠﺪ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ اﻹﺻﻼﺡ ﻭاﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ.

❗❗ ﻭاﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪ اﻹﺳﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺑﻠﺪ اﻟﻜﻔﺮ ﻷﻧﻪ ﺇﺫا ﻫﺎﺟﺮ ﺃﻫﻞ اﻹﺻﻼﺡ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ، ﻣﻦ اﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻰ ﻷﻫﻞ اﻟﻔﺴﺎﺩ❓، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﻨﺤﺪﺭ اﻟﺒﻼﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻠﺔ ﺃﻫﻞ اﻹﺻﻼﺡ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺃﻫﻞ اﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭاﻟﻔﺴﻖ.

⏪ﻟﻜﻦ ﺇﺫا ﺑﻘﻲ ﻭﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺤﺎﻝ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺼﻠﺢ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﻳﺼﻠﺢ ﻏﻴﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺆﻻء ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﺻﻼﺡ اﻟﺒﻠﺪ.

��شرح الأربعين النووية لابن عثيمين رحمه الله تعالى��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق