الأحد، 21 ديسمبر 2014

فقه العلم بأسماء الله وصفاته


1⃣

�� فقه أعظم العلوم ��

��قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)} [محمد: 19].

��وقال الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98) مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (99)} [المائدة: 98، 99].

��العلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم وأجلها وأعظمها على الإطلاق.

��والعلم بالله تبارك وتعالى أصل الأشياء كلها، حتى إن العارف به حقيقة المعرفة يستدل بما عرف من أسمائه وصفاته على ما يفعله، وعلى ما يشرعه من الأحكام، وعلى ما يأمر به من السنن والآداب، لأنه سبحانه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته.

��فأفعاله كلها دائرة بين العدل والفضل، والحكمة والرحمة.

��والإيمان بالله أحد أركان الإيمان، بل هو أفضلها وأصلها، وأعظمها، وليس الإيمان مجرد قول باللسان من غير معرفة بالرب وأسمائه وصفاته.

↩بل حقيقة الإيمان:
⏪ أن يعرف العبد الرب الذي يؤمن به، ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته، ومعرفة آلائه وإحسانه، حتى يبلغ درجة اليقين، وكلما ازداد معرفة بربه زاد إيمانه، وكلما نقص نقص إيمانه.

◀والله عزَّ وجلَّ خلق الخلق ليعبدوه ويعرفوه ويوحدوه، �� وهذه هي الغاية المطلوبة منهم، فالاشتغال بذلك اشتغال بما خلق له العبد، وتركه إهمال لما خلق له.

◀ولا يليق بالعبد الذي لم تزل نعم الله عليه متواترة، وفضله عليه عظيم من كل وجه، أن يكون جاهلاً بربه، معرضاً عن معرفة أسمائه وصفاته وأفعاله.

��إن معرفة الله تبارك وتعالى تدعو إلى محبته وتعظيمه، وخوفه ورجائه، وخشيته، وإخلاص العمل له، وهذا عين سعادة العبد.

��ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه وصفاته، وفقه معانيها.

��والاشتغال بهذا العلم، وبذل الجهد لفهمه، والبحث التام عنه، اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أعظم وأشرف المواهب.

��فينبغي للعبد أن يعرف أن ربه هو الواحد الأحد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله:
⚡ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} ... [الشورى: 11]

��وأنه سبحانه الرب ... وكل ما سواه مربوب
��وهو الملك ... وكل ما سواه مملوك
��وهو الخالق ... وكل ما سواه مخلوق
��وهو القوي ... وكل ما سواه ضعيف
��وهو العزيز ... وكل ما سواه ذليل
��وهو الغني ... وكل ما سواه فقير
��وهو الرزاق ... وكل ما سواه مرزوق

��فله سبحانه الاسماء الحسنى، والصفات العلى، وله الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعالة:
⚡{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)} ... [الحشر: 23].

◀وله جل جلاله صفات الكمال .. وصفات الجلال .. وصفات الجمال
⚡ {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} [الحشر: 24].

◀وهذه المعرفة هي غذاء القلوب، وبها تزكو النفوس، وتطمئن القلوب، وتنشط لطاعة الله بذكره ومحبته وعبادته، وتعظيمه وتكبيره، وحمده وشكره.

��موسوعة فقه القلوب��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��

2⃣
��ثمرات العلم بأسماء الله وصفاته ��

♦معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله , والتعبد له بموجب تلك المعرفة ,
⏪ أعظم أعمال القلوب؛
��لأنها تثمر للعبد تحقيق التوحيد ,
��وتخلّص قلبه من كل شائبة شركية  أو بدعية، وتطهر نفسه من كل دنس ومعصية، وتحرك قلبه وجوارحه بعبادة ربه بما يحبه الله ويرضاه
�� {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج32

��وأعلم أن مقصود جميع العبادات والأذكار والأوامر أن يأتي في قلب المؤمن
⏪ اليقين على الله وأسمائه وصفاته وأفعاله ،
�� إذا جاء اليقين على الله وأسمائه وصفاته جاء اليقين على قوله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم جاء اليقين على وعده ووعيده ، ثم جاءت من العبد العبادة التي يريدها الله ويحبها .

☀وإذا جاء اليقين بأركانه الثلاثة عظَّم العبد ربه وأحبه وذل له ،
⏪فأقبلت نفسه على الطاعات ، ونفرت من المعاصي ، وسارعت إلى فعل الخيرات.

☀وأعمال القلوب أشد وجوباً من أعمال الجوارح، وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم؛ لأنها واجبة في كل وقت , لا تنفك عن العبد ما دام حياً .

��فلا يدخل أحد في الإسلام إلا بعمل قلبه قبل جوارحه بالتوحيد والإيمان .

��ولا يتميز المؤمن من المنافق إلا بما في القلب من الإيمان أو الكفر .

��وبين عمل القلب وعمل الجوارح تلازم، فلا ينفع أحدهما بدون الآخر، والأصل هو القلب، والبدن فرع له , مطيع لأمره , والتكليف عليهما معاً .

��فلو تمزق القلب بحب الله والخوف منه , ولم يتعبد الجسد بشرائع الإسلام الظاهرة
⬅ لم ينفعه ذلك.

��ولو قام الجسد بشرائع الإسلام الظاهرة وليس في قلبه حقيقة الإيمان.
⬅لم ينفعه ذلك.
�� { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف110

��وزيادة الأعمال الصالحة وحُسْنها سببه زيادة الإيمان في القلب , ونقص الأعمال الظاهرة وثِقلها سببه النقص في أعمال القلب الباطنة.

��ومعرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله , تقرن بين عمل القلب وعمل الجوارح ، وتثمر التعبد للملك الحق بأحسن ما شرع , مع كمال الحب والتعظيم والذل لله جل جلاله.

��فالتعبد باسم الله العليم يبعث على التقوى , وحفظ القلب والجوارح من المعاصي، والمسارعة إلى ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال والأخلاق.

♦واعلم أن سير كل أحد على الشواهد، فمن لا شاهد له يقصده فلن يصل إلى مبتغاه أبداً, والله مقصود , والجنة موعود : {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ  * وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }  [ الذ اريات/٥٠-٥١].

♦وأعظم الشواهد الدالة على الملك الحق سبحانه أسماء الله وصفاته , المشهودة في أفعاله ومخلوقاته ، وهي كُوى تنظر منها البصائر إلى عالم الملك والملكوت .
�� { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190} الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{191}} [ آل عمران / 190 – 191]

☀فتشاهد القلوب ذات الله وأسماءه وصفاته , من خلال آياته ومخلوقاته ، ثم تعامله بما يليق بجلاله وجماله من التعظيم والحب له , والخوف والخشية منه , والذل والانكسار بين يديه.
⏪ثم تأمر الجوارح أن تعامله بما يليق بجلاله من أنواع العبادات والأذكار والطاعات .
�� {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9

��وهذه المعارف من أجلّ المعارف .
⏪لأنها تثمر التوحيد الخالص الصافي من كل شائبة ، والإيمان الذي يملأ القلب بحب الله وتعظيمه، والتوكل عليه , والتسليم لأمره وحده , فلا إرادة فيه لما حرم الله ، ولا كراهية عنده لما أمر الله ،
��وتلك حقيقة لا إله إلا الله .
��{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } [ محمد / ١٩ ]  .

�� كتاب التوحيد فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق