الأحد، 21 ديسمبر 2014

فقه القلوب جنة الدنيا

فقه  القلوب جنة الدنيا 

إن التوحيد والإيمان، والعبادة والطاعة.
أعظم حقوق الله على عباده، فينبغي تذكيرهم دائماً بهذا الحق جميعاً، ليؤدوه لربهم جميعاً.

كما أن أعضاء الإنسان لا تتحرك إلا بوجود روحه،
فكذلك هذا الكون وما فيه لا يتحرك إلا بأمر الله سبحانه، فهو خالق كل شيء، ومالك كل شيء، وبيده أمر كل شيء، وفي قبضته كل شيء.

��وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان بالله، ومعرفته بأسمائه وصفاته وأفعاله، وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله ومعرفته، والتقرب إليه بما يحبه ويرضاه، ولا تمكن محبته المحبة الكاملة إلا بعد معرفته والإعراض عن كل محبوب سواه.

وكل من أحب الله أنِسَ به، ومن أحب غير الله عُذب به.

��وحاجات القلوب في الدنيا إلى التوحيد والإيمان أعظم من حاجة الأبدان للطعام والشراب، بل لا نسبة بينهما.

��وكل نقص خارجي في العمل سببه نقص الإيمان داخل القلب، لذلك فالذي لا يسلم نفسه لله داخل الصلاة، لا يستطيع أن يسلمها لله خارج الصلاة.

��والقلب إذا زاد نوره ينيب إلى الله، ويحب الطاعات، ويكره المعاصي، وبالإيمان بالله، وامتثال أوامره في كل حال يزداد نور القلب، وبالكفر والمعاصي يزيد ظلام القلب، فيحب المعاصي، ويكره الطاعات.

��والذوق يولد الشوق، فمن ذاق طعم الإيمان اشتاق إلى تكميل الإيمان والأعمال الصالحة، وتلذذ بعبادة الله، وظهرت شعب الإيمان في حياته، وتعلقت روحه بحياة الملأ الأعلى، فأحبه الله، وأحبه من في السماء، وجعل الله له القبول في الارض.

��إن فقه القلوب هو الأصل الذي يقوم عليه فقه الجوارح، وفقه الجوارح بالنسبة لفقه القلوب كالذرة بالنسبة للجبل، وإن كان كلاهما مهماً، وكل واحد يكمل الآخر، فلا قبول لأي عمل إلا باجتماعهما.

��إلا أن فقه القلوب وهو التوحيد والإيمان وشعبه لم يجمع في كتاب شامل مستقل، بينما فقه الجوارح امتلأت به بطون الكتب ولله الحمد،
 فتعلم أكثر الناس الأحكام، ولكنهم قعدوا عن الأعمال بسبب ضعف الإيمان في القلوب، فكثر الجدل والخلاف، وقل العمل والإخلاص، وضعف اليقين.

��وسبب ذلك الجهل بفقه القلوب من التوحيد والإيمان .. والعلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله .. وعظمة خزائنه .. والعلم بوعده ووعيده .. وثوابه وعقابه.

��وهذه الموسوعة محاولة لسد هذا النقص، ورفع لذلك الجهل، وتكميل لذلك الفقه.

وهدي النبي - صلى الله عليه وسلم
��- تعلم الإيمان ..
��ثم تعلم الفضائل ..
��ثم تعلم الأحكام ..
��ثم العمل على وجه الإخلاص لله، والمتابعة لسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
��ويرافق ذلك دعوة الناس إلى الله .
��وتعليم المسلمين الإيمان والأحكام.
��والتحلي بأحسن الأخلاق ..
��وكثرة التوبة والاستغفار.
�� {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)} [الجمعة: 4].

�� موسوعة فقه القلوب ��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��
2⃣
��صلاح اﻷحوال بصلاح القلوب ��

��قلوب العباد بيد الله يقلبها كيف يشاء، فمن أقبل على الله أحبه الله، وأقبل بقلوب عباده إليه، ومن أعرض عنه أبغضه، وأعرض بقلوبهم عنه.

��وقيمة الإنسان بصفاته لا بذاته، ففي المخلوقات من هو أكبر منه، وأقوى منه، وأحسن صفاته الإيمان والأعمال الصالحة، وشر صفاته الكفر والأعمال السيئة.

��والعلم غذاء العقول ..
��والذكر غذاء القلوب ..
��والعمل الصالح ثمرتهما ..
��والعلم بدون الجهد يورث الجدل ..
��والعلم مع الجهد يورث العمل والوجل في القلب.

��والله عزَّ وجلَّ خلقنا لعبادته، وتكميل الإيمان، والأعمال، والأخلاق، والسنن، والواجبات، ولم يخلقنا لتكميل الأموال والشهوات والأشياء.

��وقد بين الله في القرآن أن أي أمة اعتمدت على الأسباب بدون الإيمان، أذلّها الله ودمرها كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم.

��ومن أكمل محبوبات الله في الدنيا من الإيمان والإحسان والتقوى والتوبة والأعمال الصالحة، ⬅ أكمل الله له محبوباته في الآخرة من دخول الجنة، والفوز برضى الله ورؤيته، وظفر هناك في الجنة بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

��ولا يمكن لأحد أن يعبر الصراط إلى الجنة إلا إذا اتصف بثلاث صفات وهي:��
1⃣أن يرضى بالله ربّاً ..
2⃣وبالإسلام ديناً ..
3⃣وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولاً.

⚡وشريعة الله للبشر إنما هي جزء من تشريعه للكون، فالأوامر الكونية والشرعية للخلائق كلها بيد الله وحده لا شريك له، ومخالفة الأوامر الشرعية زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا.

⚡والدنيا كالظل للإنسان لا يمكن أن يدركه المرء ولو مشى الدهر كله، وقد فرغ الله من رزق كل مخلوق وقسمه:��
◾كمية ونوعية ..
◾ومكاناً وزماناً .. لا زيادة ولا نقصاً.

⬅فنطمئن ونأخذه بالوجه الشرعي، ولا نطلبه بمعصية الله.

��والدنيا دار الحاجات،
��والجنة دار الشهوات،
⬅ فنأخذ من الدنيا بقدر الحاجة،
⬅ ونقوم بأداء أوامر الله حسب الطاقة، والله سبحانه يكمل شهواتنا يوم القيامة في الجنة دار كمال النعيم.

��وفكر النبي - صلى الله عليه وسلم - مطلق في هداية البشرية،
��وفكر أكثر المسلمين اليوم محدود في الأكل والشرب، والمسكن والمركب، والملبس والمنكح.

��ونحن نتفكر في أحوال البيت ونصلح أحواله، ولا نتفكر في أحوال العالم،

❓وكيف يأتي الدين الكامل في حياتهم .. ؟

��وسوق الدنيا عمارته بالأموال والأشياء، والبيع والشراء،
��وسوق الدين عمارته بالإيمان والأعمال الصالحة التي ثمرتها السعادة في الدنيا والآخرة.

��وأخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله ودينه بشهوات نفسه،
��وأخسر منه من اشتغل عن ربه ونفسه بالناس ذماً وظلماً، وتجريحاً واحتقاراً.

��وإذا أكرمك الله بنعمة فاستعملها في طاعة الله قبل أن تفارقها أو تفارقك، وإذا وضع الإنسان جهده وماله تحت شجرة الطاعة كبرت وزادت، وإذا وضع جهده وماله تحت شجرة المعصية كبرت وزادت، فهل يستويان مثلاً؟.❓

��وإذا زاد الإيمان .. قويت الأعمال .. ثم صلحت الأحوال ..
��وإذا نقص الإيمان .. ضعفت الأعمال .. ثم ساءت الأحوال.

�� موسوعة فقه القلوب ��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��

3⃣

�� فقه القوة اﻹيمانية ��

♦إن الآيات الكونية والآيات القرآنية والسيرة النبوية وقصص الأنبياء والرسل وأتباعهم ⏪ من أقوى مصادر القوة الإيمانية وتحريك العاطفة الدينية لدى الإنسان.

��ولا تزال هذه الأمة تقتبس منها ↩شعلة الإيمان، وتشعل بها مجامر القلوب، وتنير بها المظلم من الصدور التي انطفأ نورها وخمد في مهب الرياح والعواصف المادية.

��وإذا أقفرت قلوب الأمة من ⬅الإيمان بالله، وانقطعت عن مصدره
⚡عاشت في الظلمات، وأصبحت جثة هامدة، تلعب بها الأمم ولا تبالي
⏪لأنها فقدت روحها ومكانتها، وانقطعت عن مصدر عزها ومجدها.
��فصارت لا تقدم ولا تؤخر ولاتأمر ولا تنهي.

��فوا أسفاه .. على ضياع الأوقات، وبعثرة العمر، وبعثرة الفكر، وبعثرة الجهد
⏪في الشهوات والمخازي، والقبائح والكبائر والفواحش، واتباع الشياطين.

��واحسرتاه .. لقد ظلت هذه الأمة تعاني من الجروح الدامية ما تعاني
��وكلما التأم جرح انفجر جرح آخر.

✳فهل يكفي أن تسكب العَبرات على مثل هذا الواقع الأليم؟.
��فمتى تؤوب هذه الأمة المسكينة إلى ربها؟.
��وماذا يبقى للأمة إذا تجردت من لباس الدين والأخلاق والحياء؟.

♦إن الأنبياء والرسل وأتباعهم لما عرفوا الحق
⏪ آمنوا به، وعملوا بأحكامه، وتخلقوا بأخلاقه
⚡وهانت عليهم أنفسهم وأموالهم وأولادهم وشهواتهم وديارهم
⬅ في سبيل دعوة الناس إلى ما أمرهم الله به، من الدين العظيم، والحق المبين، والصراط المستقيم.

��إن البشرية كافة كما يحتاجون إلى الهواء والماء والطعام
⏪كل آن ولا يستثنى من ذلك أحد، ولا تستقيم لهم حياة إلا بذلك.
�� فكذلك الناس كلهم أشد حاجة إلى الدين الحق
⏪ الذي يبين علاقة المخلوقات بخالقها، وينظم علاقة المخلوق بالمخلوق، ويوفر لهم السعادة في الدنيا والآخرة
��إذا حققوا مراد الله من خلقه بالإيمان به وعبادته وطاعته،
⚡ واتبعوا كتابه الذي أنزله عليهم، ورسوله الذي أرسله إليهم .
⚡واستقاموا على دينه:
في الإيمان .. والعبادات .. والمعاملات .. والمعاشرات .. والأخلاق.

☀ولما عرف الأنبياء والرسل وأتباعهم⬅ قيمة الدين الحق، وأدركوا حاجتهم الماسة إليه، وحاجة البشرية إليه،
⏪هان عليهم كل شيء من أجله،
��واستطابوا المرارات والمكاره من أجله،
��وتسابقوا في سبيل الدعوة إليه،
��ونشر سننه وأحكامه،
�� وسيطر ذلك على قلوبهم وعقولهم،
�� واستغرق ذلك جل أوقاتهم.
⏪فصدرت عنهم عجائب الإيمان بالغيب وأحسن العبادات والمعاملات وأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق .
��وحب الله ورسوله ورحمة المؤمنين والشدة على الكافرين .
��وإيثار الإيمان والأعمال على الأموال والأشياء.
�� وإيثار الآخرة على الدنيا وتقديم أوامر الله على شهوات النفس .
�� وإيثار الآجل على العاجل، والهداية على الضلالة والحرص على دعوة الناس.
��وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد  ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
��واستهانوا بزخارف الدنيا وحطامها حين اشتاقت نفوسهم إلى لقاء الله، وقصور الجنة، وعلو الهمة.
⏪فنشروا الإسلام في ربوع الأرض،
⚡وانتشروا في مشارق الأرض ومغاربها
⬅ مبلغين لدين ربهم، متخلقين بأخلاقه وسننه.

��وبذلوا من أجل نشر الإيمان والهداية في العالم كل ما يملكون، حتى ألقى الإسلام بجرانه في الأرض، وأقبلت القلوب إلى ربها مؤمنة منقادة طائعة.

☀وهبت رياح الإيمان عاصفة قوية طيبة مباركة في قلوب الناس
☀ وقامت دولة التوحيد والإيمان والأعمال والأخلاق في نفوس البشر،
⏪ودخل الناس في دين الله أفواجاً.

��وحققت الأمة بذلك مراد ربها منها بالإيمان به وتوحيده وعبادته وحده لا شريك له، والدعوة إليه، وتعليم دينه وشرعه، واستقاموا على ذلك حتى رضي الله عنهم ورضوا عنه
��كما قال سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)} [التوبة: 100].

��ثم أتى على المسلمين حين من الدهر ضعف فيه إيمانهم، وقل فيه علمهم، ونقصت فيه أعمالهم
⏪فأقبلوا على الدنيا، وزهدوا في الدين، فقصر بعضهم في العبادات، وظلم في المعاملات، وأساء في المعاشرات، وزهد في سنن الدين وآدابه وأخلاقه، وتخلق بأخلاق البهائم والشياطين.

♦إن المؤمن حقاً من سكب عصارة عمره وروحه في طاعة ربه، وعبادته، والدعوة إليه، وتعليم شرعه لعباده.

�� موسوعة فقه القلوب ��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��
⚡⚡⚡

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق