الخميس، 18 ديسمبر 2014

فقه أسماء الله الحسنى(الحسن في أسماء الله)

1⃣

�� فقه الحسن في أسماء الله الحسنى ��

⚡قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)} ... [الأعراف: 180].

⚡وقال الله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)} [طه: 8].

⚡وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110].

⚡وقال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)} [الحشر: 24].

��وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلا وَاحِدًا، مَنْ أحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» متفق عليه .

��وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي» أخرجه أحمد .

��الله تبارك وتعالى هو الرب العظيم، الملك الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العلا، فله سبحانه كل اسم حسن، وهو كل اسم دال على صفة كمال عظيمة، فكل اسم من أسمائه دال على جميع الصفة التي اشتق منها، مستغرق لجميع معناها، فهو الرحيم، الذي له رحمة عظيمة وسعت لكل شيء.

��وهو العليم، ⬅الذي أحاط علمه بكل شئ، فلا يخرج عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
وهو القدير، الذي له القدرة المطلقة، فلا يعجزه شيء.

��وأسماء الله وصفاته كثيرة، لا يعلمها ولا يحصيها إلا الله وحده لا شريك له.

��فله سبحانه الأسماء الكثيرة الكاملة الحسنى.

��ومن حسنها أنها كلها أسماء دالة على المدح، فليس فيها اسم لا يدل على المدح والحمد.

��ومن حسنها أنها ليست أعلاماً محضة، وإنما هي أسماء وأوصاف دالة على الكمال والجمال والجلال.

��ومن حسنها أنها دالة على الصفات الكاملة، وأن له سبحانه من كل صفة أكملها وأعمها وأجلها.

��ومن حسنها أنه أمر العباد أن يدعوه بها، لأنها وسيلة مقربة إليه سبحانه، يحبها، ويحب من يحبها، ويحب من يحفظها، ويحب من يبحث ويتفكر في معانيها، ويتعبد له بها.

��فسبحان الرب العظيم، المألوه المعبود، الله الذي لا إله إلا هو، العظيم في ملكه، الرحيم بعباده، الذي عم خلقه بإحسانه الشامل، وتدبيره العام، وحفظه التام، ورحمته الواسعة.

��والله عزَّ وجلَّ جميع أسمائه حسنى يحب أن يُدعى بها ..
��وله رسل يحب أن يطاعوا ..
��وله كتاب يحب أن يحكَّم، ويمتثل ما فيه من أوامر ..
��وله دين يحب أن ينفذ في خلقه ..
��وله نعم كثيرة يحب أن يُشكر عليها ..
��وله خلقٌ اصطفاهم على غيرهم يحب أن يعبدوه وحده، بما شرعه لهم على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -،
⚡كما قال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} [الذاريات: 56 - 58].

�� موسوعة فقه القلوب ��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��

2⃣

��أبواب التوحيد في جنة المعرفة بأسماء الله الحسنى ��

♦أسماء الله الحسنى بين معرفتها ، وتوحيد الله بها ، والتعبد لله بها ، ودعاء الله بها

��لأهمية معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلى
��قمنا بعون الله بإحصاء ما تيسر منها حسب الإمكان، والتعرف على آثارها ومسالكها في العالم العلوي والسفلي ، مع بيان كيفية التعبد لله بها, وذكره ودعائه بألفاظها ,
⬅لحمل النفوس على موافقة ربها فيما يحبه ويرضاه من الإيمان والتقوى ،
�� وليعبد المسلم ربه على بصيرة من أمره بعد أن كان على بينة من ربه، دون خروج عن حكم الشريعة بغلو أو تقصير أو ابتداع ,
��فتعلَّم ذلك⬅ تبصر
⚡{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ{19} الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ{20} وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ{21} [ الرعد/١٩-٢١].

��وتلك درجات المقربين العالية , يصلها من زكى نفسه بمعرفة أسماء الله وصفاته وأفعاله، ومعرفة دينه وشرعه ، وفرَّغ قلبه من الشُبه والآثام، وهيَّأ نفسه للعلم بها، والتفكر في معانيها، والتعبد لله بها:
⚡{ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } [ فا طر / ١8 ] .

��وأعظم التزكي يتم بكمال الإيمان والتقوى بمعرفة أسماء الله وصفاته ، وفعل ما يجب له من أنواع العبادة:
⚡{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى{14} وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى{15} بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا{16} وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى{17} إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى{18} صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى{19} [الأعلى/١٤ – ١٩].

��واعلم رحمك الله أن كل ما تقدم إنما هو صورة التوحيد وألفاظه وأقسامه وثمراته وصفات أهله , ومفاتيح أبوابه ، وكل ذلك لا بد من معرفته، وكل ذلك يشير إلى جنة الإيمان، وينير لك طريق الهداية , ويفتح لك أبواب العلم بالتوحيد.
أما حقيقة التوحيد ، وحقيقة الإيمان ، وحقيقة اليقين ، وحقيقة الإحسان ، وحلاوة العبادة ، ولذة المناجاة ، فلن تذوق شيئاً من طعم ذلك  حتى تدخل مع تلك الأبواب إلى بستان التوحيد الأعظم ، وتجني بعون الله من ثماره ماشئت ، وذلك بالنظرفي ملكوت السموات والأرض ، وتدبرآيات القرآن العظيم , ونقل ما في السطور إلى القلوب .

��وبهذا وهذا فقط ترى الملك الحق بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ذو العظمة والجبروت والملكوت والكبرياء والجلال والإكرام يفعل ما يشاء .. ويخلق ما يشاء .. ويرزق من يشاء ..
ويأمر بما يشاء .. ويحكم بما يشاء .. ويعطي من يشاء .. ويمنع من يشاء .. ويرحم من يشاء .. وينتقم ممن يشاء.. ويعز من يشاء .. ويذل من يشاء.. لا راد لقضائه .. ولا معقِّب لحكمه .. ولا إله غيره .. ولا رب سواه  :
⚡ { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{1} الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ{2}   [ الملك /١-٢ ] .

��وقد فتح الله لك هذه الأبواب العظيمة فاستعن بالله وادخل جنة المعرفة بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى يفتح لك الفتاح العليم يوم القيامة أبواب جنات الزخرفة مع أهل التوحيد والإيمان :
⚡{ هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ{49} جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ{50} مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ{51} وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ{52} هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ{53} إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ{54} [ ص/٤٩-٥٤].

��وفوق ذلك يرضى الله عنك , ويرضيك , ويسترضيك
⚡{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }  [التوبة/ ٧٢ ] .

��وكلما دخلت باباً من أبواب أسماء الله الحسنى وصفاته العلى رأيت نوراً جديداً ، وامتلأ قلبك توحيداً وإيماناً ويقيناً , وزدت لربك حباً وتعظيماً , وتسبيحاً وتحميداً , وذكراً وشكراً.

��فواصل المسير لتصل إلى ربك العظيم ، وتسلم وجهك إليه , وتناجيه وتدعوه بأحب الأسماء إليه، وتعبده كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك
⚡{وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } [ لقمان/٢٢].

��وهاهي أبواب التوحيد مفتوحة بين يديك ، متوجة باسم الله الأعظم ، فادخل أعظم جنات المعرفة تعلم وتغنم , وتسعد وتؤجر , وقل: اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم.

��« بسم الله الرحمن الرحيم » ..
بسم الله خير الأسماء .. بسم الله رب الأرض والسماء .. بسم الله الأول قبل الأشياء .. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء.
بسم الله افتتحت أسماء ربي الحسنى ، وعليه توكلت ، الله ربي ولا أشرك به أحدا , وأحمده وأشكره وأستعينه وأستغفره ، وهو المستعان وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
⚡{ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }   [ هود /٨٨ ] .

��كتاب التوحيد ( فقه أسماء الله الحسنى )��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة

��3⃣

��ثمرات التعبد بأسماء الله الحسنى في الدنيا واﻵخرة��

��العلم بالله وأسمائه الحسنى وصفاته العلى أشرف العلوم على الإطلاق.

��فمعرفة ربنا بأسمائه وصفاته وأفعاله أجلّ علوم الدين وأزكاها وأحسنها وأعظمها , وعبادته بها أحسن الأعمال، وحمده وتمجيده وتكبيره وتعظيمه والثناء عليه بها أشرف الأقوال :
⚡{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } [ محمد/١٩]. 

��إن معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله وظهور آثارها في حياة المسلم تجارة رابحة، بل هي أعظم التجارات التي لا تخطر أرباحها العظيمة بالبال.

��ومن أرباحها الكبرى في الدنيا:��

��امتلاء القلب بالتوحيد ..
��وانشراح الصدر بالإيمان ..
��وطمأنينة القلب بذكر الله ..
��والأنس بالله ..
��ودوام ذكره وشكره ..
��وحسن عبادته ..
��وطاعة الله ورسوله ..
��ومحبة الله ورسوله ودينه:
⚡{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ{28} الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ{29} [ الرعد/٢٨-٢٩].

��أما أرباحها في الآخرة فهي:��
��دخول جنة الفردوس ..
��والنظر إلى وجه ربنا الكريم ..
��والقرب من الرب ..
��وسماع كلامه ..
��والفوز برضاه ..
��والنجاة من سخطه وعذابه..
��والخلود في نعيم الجنة:
⚡{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً{107} خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً{108} [ الكهف / ١٠٧ – ١٠٨ ] .

��فما أعظم بركات وأرباح العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله��

⬅فهو الجالب لتعظيم الرب ومحبته..الفاتح لباب الطاعات والقرب..الواقي من المعاصي والذنوب .. الدافع للشك والريب .. المعين على الصبر.. السلوان في المصائب .. الحرز الحامي من الشيطان .. المحرك للبذل والعطاء والإحسان:
⚡{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } [ محمد / ١٩ ]  .

��فلا إله إلا الله , لا يحصي ثمار هذه المعارف إلا هو، ولا يذوق حلاوتها إلا من علمها , واتصف بها, وعبَد الله بمقتضاها , ودعا الخلق إلى معرفتها والتعبد لله بموجبها.

��وكل اسم من أسماء الله الحسنى يقتضي آثاره من الخلق والأمر.

��والدعاء بها يتناول ثلاثة أمور:
1⃣دعاء السؤال والطلب ..
2⃣ودعاء الحمد والثناء ..
3⃣وحسن التعبد لله بالاتصاف بها.

��فدعاء السؤال ياغفار اغفر لنا , يا رزاق ارزقنا , يالطيف الطف بنا ونحو ذلك .

��ودعاء الحمد والثناء :
⚡{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ{3} مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ{4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7} [ الفاتحة/٢-٧].

��وحسن التعبد لله بالاتصاف بالصفات التي يحبها من الإيمان والصدق والصبر والعفو والرحمة والحكمة والحلم والعدل والإحسان ونحو ذلك.

��وقد فتح الله عزوجل لعباده أبواب معرفته والتبصر في أسمائه وصفاته وأفعاله.

��فدعا عباده في القرآن إلى معرفته من طريقين ، وكل منهما باب واسع في معرفة الرب العظيم والإله الحميد وهما:����

1⃣الأول: النظر والتفكر في مخلوقاته المشهودة في ملكه العظيم , فهي أدل شيء على ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله:
⚡{قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } [يونس/١٠١].

2⃣الثاني: النظر والتفكر والتدبر في آياته المتلوة في القرآن العظيم :
⚡{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [ محمد / ٢٤ ] .

��وكل اسم من أسماء الله عز وجل وكل صفة من صفاته له عبودية خاصة، هي من مقتضياتها , ومن موجبات العلم بها.

��فالمسلم إذا علم تفرد الرب عز وجل بالخلق والأمر ، والنفع والضر ، والعطاء والمنع ، والإحياء والإماتة ، أثمر له ذلك عبودية التوكل على الله باطناً، ولوازم التوكل ظاهرا :
⚡{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } [ الزمر/٩].

��كتاب التوحيد ( فقه أسماء الله الحسنى )��

�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق