الخميس، 30 أبريل 2015

أركان الإيمان في القرآن (سورة المطففين)

1⃣
💎فقة تدبر ""سورة المطففين" 💎
🔶 يقول الشيخ السعدي رحمة الله 🔶

♦ تفسير سوة المطففين.
🔸وهي مكية
اﻵيات من{ 1 - 6 }
💡{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ }

📌{ وَيْلٌ } كلمة عذاب، ووعيد  { لِلْمُطَفِّفِينَ }

⏪وفسر الله المطففين بقوله  { الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ } أي: أخذوا منهم وفاء عما ثبت لهم قبلهم { يَسْتَوْفُونَ } يستوفونه كاملا من غير نقص.
📍{ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ } أي: إذا أعطوا الناس حقهم، الذي للناس  عليهم بكيل أو وزن،
📍 { يُخْسِرُونَ } أي: ينقصونهم ذلك، إما بمكيال وميزان ناقصين، أو بعدم ملء المكيال والميزان، أو نحو ذلك.
⤴فهذا سرقة [لأموال] الناس  ، وعدم إنصاف [لهم] منهم.
⏪وإذا كان هذا الوعيد  على الذين يبخسون الناس بالمكيال والميزان، فالذي يأخذ أموالهم قهرًا أو سرقة، أولى بهذا الوعيد من المطففين.
🔴ودلت الآية الكريمة، على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له، يجب عليه أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات،
⏪بل يدخل في [عموم هذا]  الحجج والمقالات، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد [منهما] يحرص على ماله من الحجج،
⏪فيجب عليه أيضًا أن يبين ما لخصمه من الحجج  [التي لا يعلمها]، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو،
↩وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه، وتواضعه من كبره، وعقله من سفهه، نسأل الله التوفيق لكل خير.
🔴ثم توعد تعالى المطففين، وتعجب من حالهم وإقامتهم على ما هم عليه،
📍 فقال: { أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } فالذي جرأهم على التطفيف عدم إيمانهم باليوم الآخر،
↩ وإلا فلو آمنوا به، وعرفوا أنهم يقومون بين يدى الله، يحاسبهم  على القليل والكثير، لأقلعوا عن ذلك وتابوا منه.
🔶{ 7 - 17 }
💡{ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ * كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }
📍يقول تعالى: { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ } [وهذا شامل لكل فاجر] من أنواع الكفرة والمنافقين، والفاسقين { لَفِي سِجِّينٍ }
📍ثم فسر ذلك بقوله: { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ } أي: كتاب مذكور فيه أعمالهم الخبيثة، والسجين: المحل الضيق الضنك، و { سجين } ضد { عليين } الذي هو محل كتاب الأبرار، كما سيأتي.
📍وقد قيل: إن { سجين } هو أسفل الأرض السابعة، مأوى الفجار ومستقرهم في معادهم.
📍{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } ثم بين المكذبين بأنهم  { الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } أي: يوم الجزاء، يوم يدين الله فيه الناس بأعمالهم.

📍{ وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ } على محارم الله، متعد من الحلال إلى الحرام.
📍{ أَثِيمٍ } أي كثير الإثم، فهذا الذي يحمله عدوانه على التكذيب، ويحمله [عدوانه على التكذيب ويوجب له] كبره رد الحق،
🔴 ولهذا { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا } الدالة على الحق، و[على] صدق ما جاءت به رسله، كذبها وعاندها،
🔴و { قَالَ } هذه { أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } أي: من ترهات المتقدمين، وأخبار الأمم الغابرين، ليس من عند الله تكبرا وعنادا.
♦وأما من أنصف، وكان مقصوده الحق المبين، فإنه لا يكذب بيوم الدين، لأن الله قد أقام عليه من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، ما يجعله حق اليقين، وصار لقلوبهم مثل الشمس للأبصار  ،
⏪بخلاف من ران على قلبه كسبه، وغطته معاصيه، فإنه محجوب عن الحق، ولهذا جوزي على ذلك، بأن حجب عن الله، كما حجب قلبه في الدنيا عن آيات الله،
📍{ ثُمَّ إِنَّهُمْ } مع هذه العقوبة البليغة { لَصَالُوا الْجَحِيمِ } ثم يقال لهم توبيخا وتقريعًا:  هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }
⤴فذكر لهم ثلاثة أنواع من العذاب: عذاب الجحيم، وعذاب التوبيخ، واللوم.
⏪وعذاب الحجاب من رب العالمين، المتضمن لسخطه وغضبه عليهم، وهو أعظم عليهم من عذاب النار، ودل مفهوم الآية، على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وفي الجنة، ويتلذذون بالنظر إليه أعظم من سائر اللذات، ويبتهجون بخطابه، ويفرحون بقربه، كما ذكر الله ذلك في عدة آيات من القرآن، وتواتر فيه النقل عن رسول الله.

🔴وفي هذه الآيات، التحذير من الذنوب، فإنها ترين على القلب وتغطيه شيئا فشيئا،
⏪ حتى ينطمس نوره، وتموت بصيرته، فتنقلب عليه الحقائق، فيرى الباطل حقًا، والحق باطلًا، وهذا من بعض  عقوبات الذنوب.

📕 تفسير السعدي رحمه الله 📕
📚 جامعة الفقة اﻹسﻻمي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

2⃣
💎 تابع . فقة تدبر "سورة المطففين "💎

💧 اﻵيات من { 18 - 27 }.
💡 { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ * إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ }

📌لما ذكر أن كتاب الفجار في أسفل الأمكنة وأضيقها، ذكر أن كتاب الأبرار في أعلاها وأوسعها،
⬅ وأفسحها وأن كتابهم المرقوم { يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ } من الملائكة الكرام، وأرواح الأنبياء، والصديقين والشهداء،
♦وينوه الله بذكرهم في الملأ الأعلى،
📍 و { عليون } اسم لأعلى الجنة، فلما ذكر كتابهم، ذكر أنهم في نعيم، وهو اسم جامع لنعيم القلب والروح والبدن،
📍{ عَلَى الْأَرَائِكِ } أي: [على] السرر المزينة بالفرش الحسان.
{ يُنْظَرُونَ } إلى ما أعد الله لهم من النعيم, وينظرون إلى وجه ربهم الكريم، { تَعْرِفُ } أيها الناظر إليهم { فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ } أي: بهاء النعيم  ونضارته ورونقه، فإن توالي اللذة والسرور  يكسب الوجه نورًا وحسنًا وبهجة.

📍{ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ } وهو من أطيب ما يكون من الأشربة وألذها،
{ مَخْتُومٍ }ذلك الشراب
📍{ خِتَامُهُ مِسْكٌ } يحتمل أن المراد مختوم عن أن يداخله شيء ينقص لذته،
⏪ أو يفسد طعمه، وذلك الختام، الذي ختم به, مسك.
🔴ويحتمل أن المراد أنه [الذي] يكون في آخر الإناء، الذي يشربون منه الرحيق حثالة،
وهي المسك الأذفر، فهذا الكدر منه، الذي جرت العادة في الدنيا أنه يراق, يكون في الجنة بهذه المثابة،
📍 { وَفِي ذَلِكَ } النعيم المقيم، الذي لا يعلم حسنه ومقداره إلا الله،
📍{ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } أي: يتسابقوا في المبادرة إليه بالأعمال الموصلة إليه،
⤴ فهذا أولى ما بذلت فيه نفائس الأنفاس، وأحرى ما تزاحمت للوصول إليه فحول الرجال.
💡{ 27 - 28 } ومزاج هذا الشراب من تسنيم، وهي عين { يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } صرفا،
↩وهي أعلى أشربة الجنة على الإطلاق، فلذلك كانت خالصة للمقربين،
⏪الذين هم أعلى الخلق منزلة، وممزوجة لأصحاب اليمين أي: مخلوطة بالرحيق وغيره من الأشربة اللذيذة.

💡{ 29 - 36 } { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }
📌لما ذكر تعالى جزاء المجرمين وجزاء المؤمنين
📍 و [ذكر] ما بينهما من التفاوت العظيم، أخبر أن المجرمين كانوا في الدنيا يسخرون بالمؤمنين،
⏪ويستهزئون بهم، ويضحكون منهم، ويتغامزون بهم عند مرورهم عليهم،
احتقارا لهم وازدراء، ومع هذا تراهم مطمئنين، لا يخطر الخوف على بالهم،
📍 { وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ } صباحًا أو مساء
📍{ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ } أي: مسرورين مغتبطين  ، وهذا من أعظم  ما يكون من الاغترار،
⏪ أنهم جمعوا بين غاية الإساءة والأمن  في الدنيا، حتى كأنهم قد جاءهم كتاب من الله وعهد،
↩أنهم من أهل السعادة، وقد حكموا لأنفسهم أنهم أهل الهدى، وأن المؤمنين ضالون، افتراء على الله، وتجرأوا على القول عليه بلا علم.

📍قال تعالى: { وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } أي: وما أرسلوا وكلاء على المؤمنين ملزمين بحفظ أعمالهم،
⬅حتى يحرصوا على رميهم بالضلال، وما هذا منهم إلا تعنت وعناد وتلاعب،
↩ليس له مستند ولا برهان، ولهذا كان جزاؤهم في الآخرة من جنس عملهم،
📍قال تعالى: { فَالْيَوْمَ } أي: يوم القيامة،
📍 { الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } حين يرونهم في غمرات العذاب يتقلبون، وقد ذهب عنهم ما كانوا يفترون، والمؤمنون في غاية الراحة والطمأنينة
📍 { عَلَى الْأَرَائِكِ } وهي السرر المزينة،
📍{ يُنْظَرُونَ } إلى ما أعد الله لهم من النعيم، وينظرون إلى وجه ربهم الكريم.
📍{ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } أي: هل جوزوا من جنس عملهم؟

فكما ضحكوا في الدنيا من المؤمنين ورموهم بالضلال، ضحك المؤمنون منهم في الآخرة،
⏪ورأوهم  في العذاب والنكال، الذي هو عقوبة الغي والضلال.

نعم، ثوبوا ما كانوا يفعلون، عدلًا من الله وحكمة، والله عليم حكيم.

📕تفسير السعدي 📕
📚 جامعة الفقة اﻹسﻻمي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

3⃣
💎الدررالمستخرجةمن سورة "المطففين" 💎

📘الفوائد المستنبطة : من السورة .
🔦 الأولى: ذم التطفيف، وتوعد فاعليه.
🔦 الثانية: منافاته للعدل والإنصاف.
🔦 الثالثة: التهديد، والموعظة باليوم الآخر.
🔦 الرابعة: إثبات البعث والقيامة الكبرى.
🔦الخامسة: ربوبية الله العامة {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
📍 فالربوبية نوعان :
♦ الربوبية عامة: وهي التي تشمل جميع الخلق {الْعَالَمِينَ}، لأن [عَالَمِينَ] جمع عالم وهو كل من سوى الله من إنس، أو جن ، أو طير ، أو وحش ، أو ملك.
🔺فالربوبية العامة :-
◀معناها أن الله سبحانه وتعالى خلقهم، ورزقهم، ودبر أمورهم.

♦ وأما الربوبية الخاصة: فهي ربوبيته سبحانه وتعالى لأوليائه المؤمنين،
⤴وذلك باللطف بهم، وتيسير أمورهم، وحفظهم في دينهم، ودنياهم
🔖ويمكن أن نضيف⤵
♦ربوبية خاصة الخاصة: وهي ربوبيته للأنبياء والمرسلين،
⏪ وأخصهم نبينا صلى الله عليه وسلم، فإن ربوبيته لهم أخص ما يكون

🔦 السادسة: إثبات القدر السابق, وذلك في قوله تعالى:{كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ} فهو كتاب مفروغ منه؛ لأن الله وصفه بأنه مختوم.
🔦 السابعة: النكير على المكذبين بالبعث.
🔦الثامنة : تلازم صفات السوء ، فهؤلاء جمعوا أوصافاً سيئة متلازمة ؛
◀وهي الفجور ، والتكذيب ، والعدوان ، والإثم ، فأوصاف السوء يمسك بعضها برقاب بعض.
🔦التاسعة :تأثير الكسب الحرام على القلب
🔦العاشرة: شدة عقوبة الكافرين الحسية والمعنوية .             
🔦الحادية عشر: الثناء على أهل الإيمان والخير.
🔦الثانية عشر: إثبات الملائكة {يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ}.
🔦 الثالثة عشر : إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الجنة {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ}
📍 ووجه الاستنباط ما ذكره الشافعي: لما حجب أولئك في السخط، نظر هؤلاء في الرضا.
🔦الرابعة عشر : عظم نعيم المؤمنين حسياً ، ومعنوياً.
🔦الخامسة عشر : التحريض على التنافس في الطاعات.
🔦 السادسة عشر : تفاوت درجات أهل الجنة؛ لأنه قال (المقربون)، فثمَّ مقربون, وثم دون ذلك، كما ذكر ذلك مفصلاً في سورة (الواقعة) .
🔦السابعة عشر: أذية المجرمين للمؤمنين بالقول والعمل
🔦 الثامنة عشر :الحرب النفسية للصد عن سبيل الله ، فإن الحرب حربان
🔺حرب حسية
🔺وحرب معنوية أو نفسية
◀ فعلى المؤمن أن يتهيأ لمثل هذا وأن يتجبر بالله ويعتصم به.
🔦 التاسعة عشر: التشويه الإعلامي للحق، وأهله، ودعاته.
🔦العشرون : اشتغال الكفار بما لا يعنيهم ، وإفناء أعمارهم بما يرديهم.
🔦الحادي والعشرون : العاقبة للتقوى.
🔦 الثاني والعشرون : تسلية المؤمنين وطمأنتهم .
🔦الثالث والعشرون : أن الجزاء من جنس العمل .

📘التفسير العقدي 📘
📚جامعة الفقة اﻹسﻻمي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

أركان الإيمان في القرآن (سورة الإنفطار)


1⃣

💎فقة تدبر سورة " اﻹنفطار ".💎

🔲 يقول الشيخ السعدي رحمه الله :
{1 - 5} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ  وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ  وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ  وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ  عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} .
♦أي: إذا انشقت السماء وانفطرت، وانتثرت نجومها، وزال جمالها، وفجرت البحار فصارت بحرا واحدا،
↩وبعثرت القبور بأن أخرجت ما فيها من الأموات، وحشروا للموقف بين يدي الله للجزاء على الأعمال.
🔺فحينئذ ينكشف الغطاء، ويزول ما كان خفيا، وتعلم كل نفس ما معها من الأرباح والخسران،
🔺هنالك يعض الظالم على يديه إذا رأى أعماله باطلة، وميزانه قد خف، والمظالم قد تداعت إليه،
⏪ والسيئات قد حضرت لديه، وأيقن بالشقاء الأبدي والعذاب السرمدي.
⤴وهنالك يفوز المتقون المقدمون لصالح الأعمال بالفوز العظيم، والنعيم المقيم والسلامة من عذاب الجحيم.
🔴{6 - 12} {يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ  الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ  فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ  كَلا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ  وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ  كِرَامًا كَاتِبِينَ  يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} .
♦يقول تعالى: معاتبا للإنسان المقصر في حق ربه، المتجرئ على مساخطه  : {يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}
🔺أتهاونا منك في حقوقه؟ ❓❔
🔺أم احتقارا منك لعذابه؟❓❔
🔺 أم عدم إيمان منك بجزائه؟❓❔
🔺أليس هو {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ} في أحسن تقويم؟❓❔
🔹{فَعَدَلَكَ} وركبك تركيبا قويما معتدلا في أحسن الأشكال، وأجمل الهيئات،
🔺فهل يليق بك أن تكفر نعمة المنعم، أو تجحد إحسان المحسن؟❓❔
🔺إن هذا إلا من جهلك وظلمك وعنادك وغشمك، فاحمد الله أن لم يجعل صورتك صورة كلب أو حمار، أو نحوهما من الحيوانات؛
↩ فلهذا قال تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ}
🔺وقوله: {كَلا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} أي: مع هذا الوعظ والتذكير، لا تزالون مستمرين على التكذيب بالجزاء.
♦وأنتم لا بد أن تحاسبوا على ما عملتم، وقد أقام الله عليكم ملائكة كراما يكتبون أقوالكم وأفعالكم ويعلمون أفعالكم،
🔺 ودخل في هذا أفعال القلوب، وأفعال الجوارح، فاللائق بكم أن تكرموهم وتجلوهم وتحترموهم.
🔴{13 - 19} {إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ  وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحيمٍ  يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ  وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ  وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ  ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ  يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} .
🔶المراد بالأبرار، القائمون بحقوق الله وحقوق عباده، الملازمون للبر، في أعمال القلوب وأعمال الجوارح
↩ فهؤلاء جزاؤهم النعيم في القلب والروح والبدن، في دار الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار القرار.
🔸{وَإِنَّ الْفُجَّارَ} الذين قصروا في حقوق الله وحقوق عباده، الذين فجرت قلوبهم ففجرت أعمالهم
🔷{لَفِي جَحِيمٍ} أي: عذاب أليم، في دار الدنيا ودار البرزخ وفي دار القرار.
🔶{يَصْلَوْنَهَا} ويعذبون بها أشد العذاب
🔶{يَوْمَ الدِّينِ} أي: يوم الجزاء على الأعمال.
🔶{وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ} أي: بل هم ملازمون لها، لا يخرجون منها.
🔶{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} ففي هذا تهويل لذلك اليوم الشديد الذي يحير الأذهان.
🔶{يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا} ولو كانت لها قريبة أو حبيبة مصافية، فكل مشتغل بنفسه لا يطلب الفكاك لغيرها.
🔶 {وَالأمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} فهو الذي يفصل بين العباد، ويأخذ للمظلوم حقه من ظالمه والله أعلم

📕تفسير السعدي رحمه الله 📕
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

2⃣
💎 الدرر المستخرجة من" سورة اﻹنفطار "💎
 
   🔳  الفوائد المستنبطة من اﻵيات.🔻🔻 🔻
📍 الأولى :بيان أهوال يوم القيامة.
📍 الثانية :إثبات البعث من قوله
☀ {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ}.
📍 الثالثة :إقرار الإنسان بعمله يوم القيامة
☀{عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} .
📍 الرابعة :وقوع الكافر في الغرور
☀{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}.
📍الخامسة :أن العبادة هي مقتضى الربوبية.
📍 السادسة: بديع صنع الله في الإنسان .
📍 السابعة :ذم منكري البعث لقوله: ☀{كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ}.
📍 الثامنة: الإشارة إلى أحد دلائل البعث، وهو الدينونة،
↩ لأنه يحصل بها إحقاق الحق، وإبطال الباطل, والله تعالى قد خلق السموات والأرض بالحق،
⏪ فليس من الحق أن يموت الظالم على ظلمه ، والمظلوم على مظلمته ، والمحسن على إحسانه دون ثواب ،
⬅ والمسيء على إساءته دون عقاب، فلهذا كان الجزاء من دلائل البعث .
📍 التاسعة :الإيمان بالملائكة الكرام ، وهو أصل من أصول الإيمان.
📍 العاشرة:خلود النار، ودوام العذاب على أهلها، من قوله
☀{وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ}.
📍 الحادية عشر:بطلان الشرك، وكل تعلق بغير الله, وهذا يؤخذ من الجملة الأخيرة من قول الله عز وجل:
☀{يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}
↩ ومن تعلق بغير الله وكل إليه ، فكل من تعلق بسبب فإنه ينقطع
⏪ إلا ما كان سبباً إلى الله عز وجل؛ من خوف ، أو رجاء ، أو محبة  أو توكل  أونحو ذلك .

📒التفسير العقدي 📒
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

أركان الإيمان في القرآن (سورة التكوير)

1⃣
  💦 فقة تدبر سورة " التكوير "💦
🔷  يقول الشيخ السعدي رحمه الله 🔹
🔺تفسير سورة التكوير .
  🔺[وهي] مكية.
الآيات من {١ : ١٤}
💡 {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ  وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ  وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ  وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ  وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ  وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ  وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ  وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ  بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ  وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ  وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ  وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ  وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} .
⬅أي: إذا حصلت هذه الأمور الهائلة، تميز الخلق، وعلم كل أحد ما قدمه لآخرته، وما أحضره فيها من خير وشر، وذلك إذا كان يوم القيامة تكور الشمس أي: تجمع وتلف، ويخسف القمر، ويلقيان في النار.
💡{وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} أي: تغيرت، وتساقطت من أفلاكها.
💡{وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} أي:: صارت كثيبا مهيلا ثم صارت كالعهن المنفوش، ثم تغيرت وصارت هباء منبثا، وسيرت عن أماكنها،
💡{وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} أي: عطل الناس حينئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون لها ويراعونها في جميع الأوقات،
فجاءهم ما يذهلهم عنها، فنبه بالعشار، وهي النوق التي تتبعها أولادها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم، على ما هو في معناها من كل نفيس.
💡{وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} أي: جمعت ليوم القيامة، ليقتص الله من بعضها لبعض، ويرى العباد كمال عدله، حتى إنه ليقتص من القرناء للجماء  ثم يقول لها: كوني ترابا.
💡{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أي: أوقدت فصارت -على عظمها- نارا تتوقد.
💡{وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} أي: قرن كل صاحب عمل مع نظيره، فجمع الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار، وزوج المؤمنون بالحور العين، والكافرون بالشياطين،
وهذا كقوله تعالى: ☀{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا} {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} .
💡{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} وهو الذي كانت الجاهلية الجهلاء تفعله من دفن البنات وهن أحياء من غير سبب، إلا خشية الفقر، فتسأل:
💡{بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} ومن المعلوم أنها ليس لها ذنب، ففي هذا توبيخ وتقريع لقاتليها  .
💡{وَإِذَا الصُّحُفُ} المشتملة على ما عمله العاملون من خير وشر {نُشِرَتْ} وفرقت على أهلها، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ كتابه بشماله، أو من وراء ظهره.
💡{وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} أي: أزيلت، كما قال تعالى:☀ {يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} {وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}
💡{وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} أي: أوقد عليها فاستعرت، والتهبت التهابا لم يكن لها قبل ذلك،
💡{وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} أي: قربت للمتقين،
💡 {عَلِمَتْ نَفْسٌ} أي: كل نفس، لإتيانها في سياق الشرط.
💡{مَا أَحْضَرَتْ} أي: ما حضر لديها من الأعمال [التي قدمتها] كما قال تعالى: {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} وهذه الأوصاف التي وصف الله بها يوم القيامة، من الأوصاف التي تنزعج لها القلوب، وتشتد من أجلها الكروب، وترتعد الفرائص وتعم المخاوف، وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم،
وتزجرهم عن كل ما يوجب اللوم، ولهذا قال بعض السلف: من أراد أن ينظر ليوم القيامة كأنه رأي عين، فليتدبر سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

📔تفسير السعدي رحمه الله 📔
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

2⃣
💦 تابع. فقة تدبر سورة " التكوير "💦
🌴الآيات من { ١٥ :٢٩ }
💡 {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ  الْجَوَارِي الْكُنَّسِ  وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ  وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ  إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ  ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ  مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ  وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ  وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ  وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ  وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ  فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ  إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ  لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ  وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
🍁أقسم تعالى ⬅{بِالْخُنَّسِ} وهي الكواكب التي تخنس أي: تتأخر عن سير الكواكب المعتاد إلى جهة المشرق، وهي النجوم السبعة السيارة: " الشمس "، و " القمر "، و " الزهرة "، و " المشترى "، و " المريخ "، و " زحل "، و " عطارد "،
⏪فهذه السبعة لها سيران:
🔖سير إلى جهة المغرب مع باقي الكواكب والأفلاك  ،
🔖وسير معاكس لهذا من جهة المشرق تختص به هذه السبعة دون غيرها.
🔶فأقسم الله بها في حال خنوسها أي: تأخرها، وفي حال جريانها، وفي حال كنوسها أي: استتارها بالنهار، ويحتمل أن المراد بها جميع النجوم الكواكب السيارة وغيرها.
💡{وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} أي: أدبر وقيل: أقبل،
💡{وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} أي: بانت علائم الصبح، وانشق النور شيئا فشيئا حتى يستكمل وتطلع الشمس، وهذه آيات عظام، أقسم الله بها على علو سند القرآن وجلالته، وحفظه من كل شيطان رجيم فقال:
💡 {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} وهو: جبريل عليه السلام، نزل به من الله تعالى، كما قال تعالى:☀ {وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} .
🔺ووصفه الله بالكريم لكرم أخلاقه، وكثره خصاله الحميدة، فإنه أفضل الملائكة، وأعظمهم رتبة عند ربه،
💡{ذِي قُوَّةٍ} على ما أمره الله به. ومن قوته أنه قلب ديار قوم لوط بهم فأهلكهم.
💡{عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ} أي: جبريل مقرب عند الله، له منزلة رفيعة، وخصيصة من الله اختصه بها،
💡{مَكِينٍ} أي: له مكانة ومنزلة فوق منازل الملائكة كلهم.
💡{مُطَاعٍ ثَمَّ} أي: جبريل مطاع في الملأ الأعلى، لديه من الملائكة المقربين جنود، نافذ فيهم أمره، مطاع رأيه،
💡{أَمِينٍ} أي: ذو أمانة وقيام بما أمر به، لا يزيد ولا ينقص، ولا يتعدى ما حد له،
⏪وهذا كله يدل على شرف القرآن عند الله تعالى، فإنه بعث به هذا الملك الكريم، الموصوف بتلك الصفات الكاملة. والعادة أن الملوك لا ترسل الكريم عليها إلا في أهم المهمات، وأشرف الرسائل.
🔷ولما ذكر فضل الرسول الملكي الذي جاء بالقرآن، ذكر فضل الرسول البشري الذي نزل عليه القرآن، ودعا إليه الناس فقال:
💡{وَمَا صَاحِبُكُمْ} وهو محمد صلى الله عليه وسلم
💡{بِمَجْنُونٍ} كما يقوله أعداؤه المكذبون برسالته، المتقولون عليه من الأقوال، التي يريدون أن يطفئوا بها ما جاء به ما شاءوا وقدروا عليه، بل هو أكمل الناس عقلا وأجزلهم رأيا، وأصدقهم لهجة.
💡{وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ} أي: رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالأفق البين، الذي هو أعلى ما يلوح للبصر.
💡{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} أي: وما هو على ما أوحاه الله إليه بمتهم يزيد فيه أو ينقص أو يكتم بعضه، بل هو صلى الله عليه وسلم أمين أهل السماء وأهل الأرض، الذي بلغ رسالات ربه البلاغ المبين، فلم يشح بشيء منه، عن غني ولا فقير، ولا رئيس ولا مرءوس، ولا ذكر ولا أنثى، ولا حضري ولا بدوي، ولذلك بعثه الله في أمة أمية، جاهلة جهلاء،
↩فلم يمت صلى الله عليه وسلم حتى كانوا علماء ربانيين، وأحبارا متفرسين، إليهم الغاية في العلوم، وإليهم المنتهى في استخراج الدقائق والفهوم، وهم الأساتذة، وغيرهم قصاراه أن يكون من تلاميذهم.
💡{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} لما ذكر جلالة كتابه وفضله بذكر الرسولين الكريمين، اللذين وصل إلى الناس على أيديهما، وأثنى الله عليهما بما أثنى، دفع عنه كل آفة ونقص مما يقدح في صدقه، فقال: 💡{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} أي: في غاية البعد عن الله وعن قربه،
💡{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} أي: كيف يخطر هذا ببالكم، وأين عزبت عنكم أذهانكم؟ حتى جعلتم الحق الذي هو في أعلى درجات الصدق بمنزلة الكذب، الذي هو أنزل ما يكون وأرذل وأسفل الباطل؟ ❓❗
هل هذا إلا من انقلاب الحقائق.❓❗
💡 {إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} يتذكرون به ربهم، وما له من صفات الكمال، وما ينزه عنه من النقائص والرذائل والأمثال ، ويتذكرون به الأوامر والنواهي وحكمها،
↩ ويتذكرون به الأحكام القدرية والشرعية والجزائية، وبالجملة، يتذكرون به مصالح الدارين، وينالون بالعمل به السعادتين.
💡{لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} بعدما تبين الرشد من الغي، والهدى من الضلال.
💡{وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} أي: فمشيئته نافذة، لا يمكن أن تعارض أو تمانع.
⬅وفي هذه الآية وأمثالها رد على فرقتي القدرية النفاة، والقدرية المجبرة كما تقدم مثلها والله أعلم والحمد لله.

📔تفسير السعدي رحمه الله 📔
📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

3⃣
💦 الدرر المستخرجة من سورة " التكوير " 💦

📝📝  الفوائد المستنبطة : من اﻵيات 1 _29
🔸 الأولى : بيان هول يوم القيامة.
🔸 الثانية : بيان عظيم قدرة الله تعالى؛ فهذا الكون المنتظم، الرتيب، بأفلاكه العلوية، ومخلوقاته السفلية، يخلفه الله عز وجل، ويغير نمطه.
🔸 الثالثة : شناعة جريمة الوئد، حيث خصها الله بالذكر في هذا السياق المليء بالآيات الكونية، والأحداث الكبرى.
🔸 الرابعة : بيان كمال عدل الله .
🔸 الخامسة : إثبات الجنة والنار، وأنهما مخلوقتان .
🔸 السادسة : إقرار المرء بعمله يوم القيامة .
🔸السابعة: بلاغة القرآن، وقوة تأثيره, تأمل قول الله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ¤ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ¤ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ¤ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } ، لا تفي العبارات لتصوير الأثر الذي ينقدح بالنفس، من هذه الجمل الرصينة المؤثرة ، فهذا مظهر لبلاغة القرآن وجزالته، لاسيما القرآن المكي .
🔸 الثامنة : إقسام الله بما شاء من مخلوقاته ، فلله عز وجل أن يقسم بما شاء من مخلوقاته ، لكن ليس للمخلوق أن يقسم إلا بالله عز وجل ، فمن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك .
🔸التاسعة: التنبيه على أن مهمة جبريل، عليه السلام، هي البلاغ ، أخذاً من قوله : ( رسول ) .
🔸العاشرة : شرف جبريل، عليه السلام، وفضله على سائر الملائكة، حيث وصفه الله بأنه " كريم " وأنه " مطاع " وأنه " أمين " .
🔸الحادية عشر : تبرئة النبي صلى الله عليه وسلم مما نبزه به المشركون بالجنون .
🔸الثانية عشر : وفور عقل النبي صلى الله عليه وسلم، فإن نفي الله تعالى عن نبيه الجنون يتضمن إثبات كمال ضده ، فليس المقصود فقط أنه ليس بمجنون، وحسب ، بل ليس بمجنون، وفوق ذلك هو وافر العقل، والرأي، والرشد .
🔸الثالثة عشر : ثبوت اللقيا بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين جبريل، عليه السلام، واتصال سنده برب العالمين، لقوله : (ولقد رآه بالأفق المبين).
🔸الرابعة عشر : الشهادة الربانية للنبي صلى الله عليه وسلم،بكمال البلاغ ، لقوله تعالى : { وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } .
🔸الخامسة عشر : عصمة الوحي من إلقاء الشياطين، وتلبيسهم, لقول الله تعالى : { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ } .
🔸السادسة عشر : عموم دين الإسلام للعالمين ، لقوله تعالى : { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }.
🔸السابعة عشر : كون القرآن ذكراً، يرفع الجهل والغفلة، لقوله : { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ }.
🔸الثامنة عشر : إثبات مشيئة العباد وأفعالهم ، لقوله تعالى : {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ } .
🔸التاسعة عشر : الرد على الجبرية الذين ينكرون مشيئة العباد .
🔸العشرون : أن التزام الدين استقامة، وتركه اعوجاج  ، لقوله تعالى : {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} ، فالمعيار في الاستقامة: موافقة الشرع، والوحي ، والمعيار في الوسطية موافقة الشرع والوحي. ⏪وتجد بعض الناس يصنف الآخرين على ما يحلو له؛ فيقول: فلان متشدد ، وفلان متساهل ، وفلان متوسط بناءً على معيار غير دقيق ، فإذا رأى من يلتزم بالسنن، ويحافظ على هدي النبي صلى الله عليه وسلم قال عنه: فلان متشدد, سبحان الله ! هذا ليس معياراً صحيحاً ؟❓❗
⬅بل هذا انحراف ، فالمستقيم حقاً ، والمتوسط حقاً، هو من وافق هدي النبي  صلى الله عليه وسلم  فإن زاد فهو متشدد ، وإن نقص فهو مفرط .
🔸الحادي والعشرون : إثبات عموم مشيئة الله تعالى, لقوله تعالى :{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } .
🔸الثاني والعشرون: الرد على القدرية، فإن غلاة القدرية، ينكرون مراتب القدر الأربع كلها، فيقولون لم يعلم، ولم يكتب، ولم يشأ، ولم يخلق أفعال العباد! ومقتصدوهم، وهم المعتزلة، قالوا: علم، وكتب، لكن لم يشأ، ولم يخلق!
🔸الثالث والعشرون : أنه لا تنافي بين إثبات المشيئتين , لأن مشيئة الله شاملة لمشيئة العبد.
⏪والدليل على ذلك، أن العبد إذا شاء، والرب لم يشأ، لم تقع مشيئة العبد ، لقوله تعالى : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } ، لكن في نفس الوقت العبد له مشيئة حقيقية ، ليس مضطراً ، ولا مكرهاً، ولا مجبوراً ، على أفعاله الاختيارية، بل يأتي الأشياء، ويذرها بمحض اختياره، وسبق إصراره.
⬅ وهذا أمر مدرك؛ كل إنسان يجده من نفسه، ويفرق بين أعماله الاضطرارية، وأعماله الاختيارية ، ولا ينازع في هذا إلا مخبول.
🔖 فأنت تفرق بين أن تنزل من السطح إلى الأرض درجة درجة ، وبين أن تتدحرج حتى تصل القاع.
💧الأولى اختيارية
💧 والثانية اضطرارية.
🔸الرابع والعشرون : كمال عدل الله، وعلمه ؛ لأن إثبات مشيئة الله العامة، تدل على إثبات علمه، لوقوع الأشياء وفق معلومه.
⏪وكونه سبحانه أعطى العبد مشيئة، وفعلاً، واختياراً، رتب عليه الثواب، والعقاب، يدل على كمال عدله. والله أعلم

📔 التفسير العقدي 📔
📚 جامعة الفقة اﻹسﻻمي العالمية في
ضوء القرآن والسنة 📚