الجمعة، 19 ديسمبر 2014

فقه التوحيد والإيمان الدروس من(1-5)

1⃣
_ فقه أعظم النعم  _

_ التوحيد_
_هو إفراد الله تعالى بما يختص به وما يجب له سبحانه.

_ومعناه:_
_أن يعلم العبد ويتيقن ويقر أن الله واحد لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
_فيتيقن ويقر أن الله وحده رب كل شيء ومليكه ، وأنه الخالق وحده لا شريك له، له الخلق والأمر في الكون كله.
_ويتيقن ويقر أن الله سبحانه هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له، وكل معبود سواه فهو باطل.
_ويتقين ويقر أن الله جل جلاله متصف بصفات الكمال، منزه عن كل عيب ونقص، له الأسماء الحسنى، والصفات العلا {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)} [يونس:3].

_ فقه التوحيد_

_الله جل جلاله واحد لا شريك له،
_أحد لا مثيل له في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله،
_له الملك والخلق والأمر وحده لا شريك له.
_هو الملك وكل ما سواه مملوك له .. وهو الرب وكل ما سواه عبد له .. وهو الخالق وكل ما سواه مخلوق:
⚡ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} اللَّهُ الصَّمَدُ{2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ{3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ{4}[الإخلاص/1 - 4].
_وهو سبحانه القوي وكل ماسواه ضعيف .. وهو القادر وكل ما سواه عاجز .. وهو الكبير وكل ما سواه صغير .. وهو الغني وكل ما سواه فقير إليه .. وهو العزيز، وكل ماسواه ذليل .. وهو الحق وكل معبود سواه باطل:
⚡{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)} [لقمان/30].
_وهو سبحانه العظيم الذي لا أعظم منه .. العلي الذي لا اعلى منه .. الكبير الذي لا أكبرمنه .. الرحمن الذي لا أرحم منه.
_وهو سبحانه القوي الذي خلق القوة في كل قوي .. القادر الذي خلق القدرة في كل قادر .. الرحمن الذي خلق الرحمة في كل راحم ..العليم الذي علّم كل مخلوق .. الرزاق الذي الذي خلق جميع الأرزاق والمرزوقين:
⚡{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)} [الأنعام/102].
_وهو سبحانه الإله الحق الذي يستحق العبادة وحده دون سواه، لذاته وجلاله وجماله وجميل إحسانه، وله وحده الأسماء الحسنى والصفات العلا:
⚡{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} [الشورى/ 11].
_وهو الحكيم العليم الذي يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد:
⚡{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)} [الأعراف/ 54].
_وهو سبحانه الأول قبل كل شيء .. الآخر بعد كل شيء .. الظاهر فوق كل شيء .. الباطن دون كل شيء .. العليم بكل شيء وحده لا شريك له:
⚡{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3)} [الحديد/ 3].

_ أركان التوحيد_
_التوحيد له ثلاثة أركان:
1⃣الاعتقاد ..
2⃣والقول ..
3⃣والعمل ..

_فلا بد أن يكون بالقلب الذي هو العلم ..
_ويكون باللسان الذي هو القول ..
_ويكون بالعمل الذي هو فعل الأوامر واجتناب النواهي.
_فإن أقر بالتوحيد، وعمل به، فهذا مسلم حقاً.
❎فمن أخل بشيء من هذه الأركان لم يكن مسلماً.
❎وإن أقر بالتوحيد، ولم يعمل به، فهذا كافر معاند كفرعون، وإبليس.
❎وإن أقر بالتوحيد وعمل به ظاهراً، وكفر به باطناً، فهذا منافق أشر من الكافر.
⚡{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)} [الأنعام:102].

_كتاب التوحيد والإيمان_

_جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة_

2⃣

_تحقيق التوحيد حق لله عزوجل _

_أقسام التوحيد_

_- التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب نوعان:
1⃣1 -النوع الأول: توحيد في المعرفة والإثبات
_ويسمى توحيد الربوبية والأسماء والصفات

_وهو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى، وتوحيد الله بأسمائه وصفاته وأفعاله.

_ومعناه_:
_وهو توحيد الله بأسمائه وصفاته وأفعاله كالخلق والرزق والإحياء والإماتة.
⬅فنثبت لله عز وجل ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله ﷺ من_
_الأسماء والصفات والأفعال على ما يليق بجلاله
_إثباتاً بلا تكييف ولا تمثيل , ولا تشبيه ولا تعطيل.
_وننفي عن الله ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله ﷺ على حد قوله سبحانه:
⚡{ ... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى / ١١ ]  .
_فهو السميع الذي ليس كمثله شيء في السمع ,
_القوي الذي ليس كمثله شيء في القوة.
_ويسمى هذا التوحيد توحيد الربوبية والأسماء والصفات
_وتوحيد الرب بأفعاله.

2⃣2 - الثاني: توحيد في القصد والطلب
_ويسمى توحيد الألوهية والعبادة
_وهو إفراد الله بجميع أنواع العبادة كالدعاء والصلاة والخوف والرجاء ونحوها.

_ومعناه:_
_أن يتيقن العبد ويقر أن الله وحده ذو الألوهية على خلقه أجمعين،
_وأنه سبحانه المستحق للعبادة وحده دون سواه،
◾فلا يجوز صرف شيء من أنواع العبادة كالدعاء والصلاة والاستعانة والتوكل والخوف والرجاء والذبح والنذر ونحوها إلا للهِ وحده دون سواه، ومن صرف منها شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر كما قال سبحانه:
⚡{وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117)} [المؤمنون/117].

_معنى توحيد الربوبية والألوهية_

_توحيد الربوبية: ◀هو توحيد الرب بأسمائه وصفاته وأفعاله.
_وتوحيد الألوهية: ◀هو توحيد الله بأفعال العباد كالصلاة والدعاء.

⚪والربوبية والألوهية لهما إطلاقان:⚪
1⃣تارة يذكر أحدهما مفرداً عن الآخر، فيكون معناهما واحداً،
⚡كما قال سبحانه: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} [الأنعام: 164].

2⃣وتارة يذكران معاً، فيفترقان في المعنى.
◀فيكون معنى الرب الخالق المالك، الذي بيده الخلق والأمر كله.
ويكون معنى الإله المعبود المستحق للعبادة وحده دون سواه،
⚡كما قال سبحانه: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)} [الناس:1 - 6].

_أساس التوحيد_
⚪التوحيد هو إفراد الخالق بأسمائه وصفاته
⚪وإفراده بالعبادة وحده لا شريك له.
_والتوحيد مبني على معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله
_فنعرف الله لنكبره ونذكره ونشكره .. ونعرف القادر لنتوكل عليه .. ونعرف الغني لنسأله .. ونعرف الرزاق لنطلب منه أرزاقنا .. ونعرف الصمد فنتوجه إليه وحده في جميع حوائجنا .. ونعرف العفو لنطلب منه العفو .. ونعرف الغفور لنطلب منه المغفرة .. ونعرف الرحيم لنطلب منه الرحمة .. ونعرف السميع فلا نقول ما يسخطه .. ونعرف البصير فنستحي منه .. وهكذا في بقية الأسماء ..ونعرف وعد الله فنرجوه .. ونعرف وعيده فنخافه .. ونعرف فضله وإحسانه فنحبه ونشكره .. وهكذا ..
⚡1 - قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)} [الأعراف:180].
⚡2 - وقال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19)} [محمد:19].

_ أصل التوحيد_
⚪توحيد الربوبية هو الأصل، إذ لا بد لكل عبد أن يعرف معبوده بأسمائه وصفاته وأفعاله ثم يعبده.

_ولا يغلط في توحيد الألوهية والعبادة إلا من لم يعطه حقه، فالصبر والرضا، والتفويض والتسليم، والاستعانة والتوكل، والإنابة والمحبة، والخوف والرجاء، كلها من نتائج وثمار توحيد الربوبية.

⚪وتوحيد العبادة أعظم وأشهر نتائج توحيد الربوبية، وقد وقع فيه الشرك بسبب الجهل بتوحيد الربوبية.
⚡قال الله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)} [الأنعام:102].

_وتوحيد الربوبية أَقَرَّ به أكثر الخلق، ولم ينكره إلا شواذ الخلق،
_ولكنه لا يكفي للدخول في الإسلام حتى يقترن به توحيد العبادة.

_كتاب التوحيد والإيمان_

_ جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة _




3⃣

_فقه العلاقة بين توحيد الربوبية واﻷلوهية_

_ تلازم توحيد الربوبية والألوهية:_

⚪توحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية.
↩فمن أقر بأن الله وحده هو الرب الخالق المالك الرازق، لزمه أن يقر بأنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده لا شريك له.

_فلا يدعو إلا الله وحده ..
_ولا يستغيث إلا به ..
_ولا يتوكل إلا عليه ..
_ولا يصرف شيئاً من أنواع العبادة إلا لله وحده دون سواه.

⚪وتوحيد الألوهية مستلزم لتوحيد الربوبية.
↩فكل من عبد الله وحده، ولم يشرك به شيئاً، لا بد أن يكون قد اعتقد وعرف أن الله ربه وخالقه ومالكه ورازقه.

◀فهذا مبني على هذا، ولا يقبل هذا إلا بهذا، ولا يصح عمل إلا بهذا وهذا.

_وتوحيد الربوبية يقرُّ به الإنسان بموجب فطرته ونظره في الكون.
_والإقرار به وحده لا يكفي للإيمان بالله، والنجاة من النار، فقد أقرّ به إبليس والمشركون فلم ينفعهم، لأنهم تركوا القيام بثمرته وهو توحيد العبادة لله وحده.

_حكم الإقرار بالتوحيد_
1⃣1 - توحيد الألوهية والعبادة كَفَر به وجحده أكثر الخلق، ومن أجل ذلك أرسل الله الرسل إلى الناس، وأنزل عليهم الكتب، ليأمروهم بعبادة الله وحده، وتَرْك عبادة ما سواه.

⚡1 - قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)} [الأنبياء/25].
⚡2 - وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل/36].

2⃣2 - توحيد الربوبية يقر به الإنسان بموجب فطرته ونظره في الكون، والإقرار به وحده لا يكفي للإيمان بالله والنجاة من العذاب، فقد أقر به إبليس، وأقر به المشركون فلم ينفعهم لأنهم لم يقروا بتوحيد العبادة للهِ وحده.

_فمن أقر بتوحيد الربوبية فقط __
_لم يكن موحداً ولا مسلماً،
_ولم يَحْرم دمه ولا ماله حتى يقر بتوحيد الألوهية، فيشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ويقر بأن الله وحده هو المستحق للعبادة دون سواه، ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له.

_➰توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية متلازمان_➰

_ توحيد الربوبية ⬅مستلزم لتوحيد الألوهية،
↩فمن أقر بأن الله وحده هو الرب الخالق المالك الرازق
_لزمه أن يقر بأنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده،
_فلا يدعو إلا الله
_ولا يستغيث إلا به
_ولا يتوكل إلا عليه
_ولا يصرف شيئاً من أنواع العبادة إلا للهِ وحده

4⃣

_فقه حقائق التوحيد والشرك _

_حقيقة التوحيد:_
1⃣1 - حقيقة التوحيد ولبابه أن يرى الإنسان الأمور كلها من الله تعالى رؤيةً تقطع الالتفات عن غيره من الأسباب والوسائط، فلا يرى الخير والشـر، والعطاء والمنع ، والنفع والضـر، والتصـريف والتدبير إلا منه وحده، وأن يعبده سبحانه بموجب هذا العلم عبادة يفرده بها ، ولا يعبد غيره معه :
⚡{ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } [ الأنعام/١٠٢] .

2⃣2 - حقيقة التوحيد ترد الأشياء كلها إلى الله وحده .. خلقاً وإيجاداً .. تصريفاً وتدبيراً .. بقاء وفناءً .. حياة وموتاً .. نفعاً وضراً .. حركة وسكوناً ..
⚡قال الله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)} [الأعراف: 54].

_وحقيقة الشرك_
↩ترد الأشياء كلها إلى غير الله.

⚪فالتوحيد أفضل شيء، وأحسنه، وأجمله،
⚫والشرك أقبح الأشياء.
⚪فالتوحيد أعدل العدل ..
⚫والشرك أظلم الظلم.
⬅ولهذا يغفر الله كل ذنب وجرم إلا الشرك.
⚡قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }[النساء 48]

_فضل التوحيد : _
_الله عز وجل رب العالمين ، وهو رب الناس كلهم ، وإله الناس كلهم ، وهو إله لمن يعبده ، ورب كريم لم يمنع فضله عمن لم يعبده ،

_ فمن آمن بالله إلهاً يأخذ عطاء ربوبيته من أنواع النعم⏪  ويأخذ عطاء ألوهيته  وهو الدين والجنة .
_ومن لم يؤمن به أخذ عطاء ربوبيته في الدنيا، ⏪ولم يأخذ عطاء ألوهيته يوم القيامة وهو الجنة .

_والإنسان إنما يأخذ أجره ممن عمل له ، والكافر لم يعمل لله , فليس له في الآخرة إلا النار .
⚡1- قال الله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [البقرة/25].
⚡2- وقال الله تعالى:{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)} [الأنعام:82].

_3- وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه
أن النبي ﷺ قال: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إلَـهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَـهُ، وَأَنَّ مُـحَـمّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُـهُ، وَأَنَّ عِيْسَى عَبْدُا٬ وَرَسُولُـه وَكَلِـمَتُـهُ أَلْقَاهَا إلَـى مَرْيَـمَ وَرُوحٌ مِنْـهُ، وَالجَنَّـةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَـهُ اللهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ». متفق عليه.

_كمال التوحيد_
_التوحيد لا يتم إلا بعبادة الله وحده لا شريك له، واجتناب الطاغوت كما قال سبحانه:
⚡{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }[النحل/36].

_والتعلق به وحده لا شريك له، وعدم الالتفات إلى ما سواه، والانقياد والتسليم لله في كل شأن.
_وإيثار كل ما يحبه الله ورسوله على ما تحبه النفس.
_وتقديم طاعة الله ورسوله على طاعة كل أحد.
_وإجلال الله وتعظيمه، والإكثار من ذكره وشكره، والذل والانكسار بين يديه، والتضرع والافتقار إليه، ومحبته وخوفه ورجائه، وامتثال أوامره.
⚡1 - قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ (36)} [النحل: 36].
⚡2 - وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125)} [النساء:125].

_كتاب التوحيد والإيمان _

_ جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة _

5⃣
_عظمة دلائل وحدانية الله عزوجل _

_براهين التوحيد:_
⬅البراهين والأدلة الدالة على وحدانية الله كثيرة منها:

⚪1 - برهان الفطرة، فجميع الخلق مفطورون على معرفة الله والإقرار به.
⚡قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)} [الروم:30].

⚪2 - برهان الخلق والإبداع.
⬅فالله وحده هو المتفرد بالخلق والإبداع، فيجب أن يفرد بالعبادة وحده.
⚡قال الله تعالى: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16)} [الرعد: 16].

_3 - النظر في السماء وما فيها من المخلوقات العظيمة.
⚡1 - قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)} [نوح: 15 - 16].
⚡2 - وقال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)} [ق:6].

⚪4 - النظر في الأرض وما فيها من العجائب والآيات.
⚡1 - قال الله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8)} [ق:7 - 8].

⚡2- وقال الله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)} [النمل:59 - 61].

⚪5 - النظر في عجائب خلق الإنسان.
⚡1 - قال الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20)} [الروم:20].
⚡2 - وقال الله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)} [الذاريات:20 - 21].

⚪6 - النظر في عجائب خلق المخلوقات وتدبيرها وتصريفها.
⚡1 - قال الله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)} [البقرة:164].

⚡2 - وقال الله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)} [يونس:31 - 32].

⚪7 - النظر في مظاهر قدرة الله وجلاله.
⚡1 - قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)} [فاطر:41].

⚡2- وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)} [العنكبوت:19 - 20].

⚪8 - النظر إلى سعة علم الله عز وجل.
⚡1 - قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)} [الطلاق:12].
⚡2 - وقال الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} [الأنعام:59].

⚪9 - النظر في سعة رحمة الله وفضله.

⚡1- وقال الله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72)} [النحل:72].
⚡2 - وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)} [السجدة:27].

⚪10 - النظر إلى غنى الخالق، وفقر المخلوقات كلها إليه.
⚡1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)} [فاطر:15].
⚡2 - وقال الله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)} [يونس:68].

_ودلائل وحدانية الله أشهر وأبين من ضوء الشمس، ولا يحصيها إلا الذي أحاط بكل شيء علماً، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.

_ كتاب التوحيد والإيمان _

_ جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة _

_بسم الله الرحمن الرحيم_

  _فقه التوحيد واﻹيمان_

_لفضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم التويجري حفظه الله_

1/الدرس اﻷول_
 
‏شاهد "فقه التوحيد والإيمان (الدرس الاول)" على YouTube - فقه التوحيد والإيمان (الدرس الاول): http://youtu.be/xLkPpj2TGRg

           ___

_ جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة _

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق