الجمعة، 19 ديسمبر 2014

فقه أحكام الأسماء والصفات الدروس من(6-9)

6⃣
__فقه إثبات أسماء الله الحسنى __

_أسماء الله وصفاته توقيفية_

_توقيفية أي : ⏪يجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يزاد فيها ولا ينقص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى، وقول على الله بلا علم، وذلك من أعظم الذنوب، فيجب الحذر منه:
_{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) [الإٍسراء: 36].

_{وَلَا تَقْفُ } أي : لا تتبع ما لا علم لك به من قول أو فعل فلا تقل رأيت ولم تره، ولا تقل: سمعت ولم تسمع، ولا تقل: علمت ولم تعلم.

_{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف33

_والشاهد أن تسمية الله بما لم يسم به نفسه قول عليه بلا علم فيكون محرماً ، ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه أو إنكار  ما سمى به نفسه جناية في حقه تعالى فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص .

_فنثبت لله عز وجل من الأسماء والصفات ما أثبته الله لنفسه في كتابه
_أو أثبته له رسوله ﷺ  في سنته
_وننفي عن الله من الأسماء والصفات ما نفاه عن نفسه في كتابه
_أو نفاه عنه رسوله ﷺ  في سنته.

_ فلا نتجاوز القرآن والحديث ، ولا نقول على الله بلا علم ، ولا نعمل إلا بما أنزل الله , ولا نقول على الله غير الحق
_{ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ{116} مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{117}  [ النحل / ١١٦ – ١١٧ ] .

_وأسماء الله وصفاته وأفعاله الواردة في القران والسنة نؤمن بها كلها، ونعبده بموجبها.

_وأسماء ربنا أحسن الأسماء ، وصفات ربنا أحسن الصفات
_وصفات ربنا أوسع من أسمائه
_وأفعاله أوسع من أسمائه وصفاته، وأسماؤه وصفاته وأفعاله كلها دالة على ذاته وجلاله وجماله.

_ كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)_

_ جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة _

7⃣
__ الفرق بين اﻹسم والصفة والفعل __

_فكل اسم من أسماء الله الحسنى نشتق منه صفة له، فالله سمى نفسه (الخالق ، الرزاق ، المصور) ووصف نفسه بأنه يخلق ويرزق ويصور.
_الخالق : الوصف⬅ يخلق
_الرزاق : الوصف ⬅يرزق

_وليس كل صفة يؤخذ منها اسم لله عز وجل ، ⬅ فالله وصف نفسه أنه (يرسل وينزل ويكشف ويقلّب ويشاء ويريد ) ولا يُسمى (بالمرسِل والمنزِل والكاشف والمقلِّب والشائي والمريد)
↩لأنه لم يسم به نفسه وإنما وصف به نفسه، فنصفه بذلك، ولا نسميه به.
_يرسل _{يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً }نوح11
_ينزل _{ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ }الأنفال11
_يكشف _{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ }النمل62
_يقلب _{يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ }النور44
_يشاء _{ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [سورة البقرة : 105]
_يريد _{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}البقرة185

_وليس كل فعل يؤخذ منه صفة لله ، فالله أخبر أنه ( يمكر ويكيد ويخدع وينسى ويفتن ) ونحو ذلك
_فلا يوصف الله بذلك إلا مقروناً بسببه، ولا يسمى به كذلك فلا يُقال ( الماكر والفاتن )
_بل يُقال يمكر الله بمن مكر بأوليائه : _{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30،
_ويكيد من كاد أولياءه : _{ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً{15} وَأَكِيدُ كَيْداً{16} الطارق [ 15 – 16]،
_ويخدع من يخادعه _{ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } [ النساء / ١٤٢] 
_وينسى مَنْ نسيه_ { نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ } [ التوبة /٦٧ ] ،
_ويُزيغ من زاغ عن الحق _{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }   [ الصف / ٥ ] .

_وهكذا في باقي الأفعال المماثلة لا يوصف الله بها إلا مقروناً بسببه.

♦أركان الإيمان بأسماء الله وصفاته :-

_الإيمان بأسماء الله وصفاته له ثلاثة أركان:

1⃣الأول : تنزيه خالق السموات والأرض عن مشابهة المخلوقين في الذات والأسماء والصفات والأفعال.

2⃣الثاني: الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله من الأسماء والصفات.

3⃣الثالث: قطع الطمع عن إدراك كيفية أسماء الله وصفاته وأفعاله.
فكما لا نعلم كيفية ذاته سبحانه لا نعلم كيفية أسمائه وصفاته وأفعاله كما قال سبحانه:
_{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } [ الشورى / ١١ ] .

_كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)_

_ جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة


_8⃣
♦♦فقه دلالة أسماء الله الحسنى♦♦
_أسماء الله عز وجل كلها مترادفة في الدلالة على الذات،
_متباينة في الدلالة على الصفات،
⬅لدلالة كل اسم منها على معنى خاص مستفاد منه كالعظيم والكبير والعزيز والخالق والرزاق والكريم وغيرها من الأسماء الحسنى.
_فكل أسماء الله الحسنى تدل على ذات الله، وتدل على صفات متعددة للرب كالخلق والتصوير، والعلم والقدرة، والرزق والكرم وهكذا:
_{ قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } [ الإسراء / ١١٠ ]  .

_فأسماء الله الحسنى أعلام وأوصاف._

_بخلاف أعلام البشر فإنها أعلام محضة ، فقد يسمى الرجل حكيماً وهو جاهل، وحكماً وهو ظالم، وعزيزاً وهو حقير، وكريماً وهو لئيم، وصالحاً وهو طالح، وسعيداً وهو شقي، ومحموداً وهو مذموم، وحبيباً وهو بغيض، وأسداً، وحماراً، وكلباً، وجدياً، وكليباً وهراً وحنظلة وعلقمة وليس كذلك

_فأسماء الله الحسنى أعلام باعتبار دلالتها على مسمى واحد وهو الله عزَّ وجلَّ ..

_وهي أوصاف باعتبار ما دلت عليه من الصفات المختلفة الجامعة لصفات الكمال والجلال والجمال.

_فهي بالاعتبار الأول مترادفة، لدلالتها على مسمى واحد وهو الله.

_وهي بالاعتبار الثاني متباينة، لدلالة كل واحد منها على معناه الخاص.

_فالحي القيوم، والسميع البصير والعليم والقدير والرحيم والسميع والبصير والعزيز والحكيم، كلها أسماء لمسمى واحد وهو الله سبحانه،
_لكن معنى العليم غير معنى القدير، ومعنى السميع غير معنى البصير، وهكذا.
_فالحي يدل على صفة الحياة،
_والسميع يدل على صفة السمع، 
_والعليم يدل على صفة العلم 
_والرزاق يدل على صفة الرزق وهكذا.

_ومثل هذا أسماء كتاب الله، واسماء رسله، وأسماء اليوم الآخر، وأسماء الجنة، وأسماء النار، فلكل عدة أسماء باعتبار الصفات، ومسماها واحد باعتبار الذات.

_ كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)_

_ جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة _

9⃣
♦فقه دلائل تضمن اﻷسماء الصفات♦

_1- قول الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180]
_فيه أن الله سبحانه وتعالى وصف أسماءه بأنها حسنى،
_ومعنى حسنى: أي أنها تدل على معان حسنى، وتدل على صفات حسنى، والأسماء الجامدة التي لا معاني لها ليست بحسنة، ومن هنا فكل اسم من أسماء الله عز وجل يتضمن صفة من صفاته،

♦2- أن أسماء الله أعلام وأوصاف لدلالة القرآن عليها، فإن الإنسان وهو يقرأ أسماء الله في القرآن يقرأ أيضاً صفات لله عز وجل مطابقة لهذه الأسماء
_قال تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس:107]،
⏪ فالغفور يتضمن صفة المغفرة،
⏪والرحيم يتضمن صفة الرحمة،
_ وقوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ} [الكهف:58]،
_يدل على أن الرحيم هو صاحب الرحمة، فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة.

_الأسماء الجامدة ليست من أسماء الله تعالى_
⬅فليس من أسمائه - عز وجل -
↩مثلاً: الدهر، والشيء ونحو ذلك،
⏪لأن هذه الأسماء لا تتضمن معنى يلحقها بالأسماء الحسنى

_فالأسماء الحسنى أعلام وأوصاف، ولأن الله تعالى لم يتسم بها ولم يسمه بها رسوله ﷺ.
_وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ قال: (قال اللهُ - عز وجل -: يُؤذيني ابن آدمَ، يَسُبُّ الدَّهَر، وأنا الدهْرُ، بيدي الأمرُ، أُقَلِّبُ الليلَ والنهارَ) متفق عليه.

_فهذا الحديث قد يفهم منه أن "الدهر" اسم من أسماء الله الحسنى، وهو ليس كذلك.

1⃣فهو أولاً: اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى.

2⃣وثانيًا: إن اسم الدهر اسم للوقت والزمان.

◽أما معنى قوله تعالى: "وأنا الدهر" ⬅أي: أنا صاحب الدهر، ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور، عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها، وإنما الدهر زمان جعل ظرفًا لمواقع الأمور...

_ومما يدل على ذلك أنه تعالى قال في الحديث القدسي: "أقلب الليل والنهار" والليل والنهار هما الدهر، فلا يمكن أن يكون المقلِّب "بكسر اللام" هو المقلَّب بفتحها.

_الفرق بين الاسم والصفة
_فإنه يتضح في كون الأسماء تدل على الذات مع دلالتها على صفات الكمال،
_أما الصفات فإنها تدل على معنى قائم بالذات فقط.

_إن كل اسم يتضمن صفة، ولا تتنافى اسميته مع وصفيته فلكل اسم صفة،
_وليس لكل صفة اسماً، لأن بعض الصفات لا يشتق منها أسماؤه: كبعض الصفات الذاتية - مثلاً - كاليد، والعين، فلا يؤخذ منها أسماء

_أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به، مثل: القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير
_أما الصفات فهي نعوت الكمال .

_كتاب التوحيد(فقه أسماء الله الحسنى في ضوء القرآن والسنة)_

_جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة_

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق