الجمعة، 19 ديسمبر 2014

فقه أحكام الأسماء والصفات الدروس من(20-22)

20

☀فقه كمال صفات الرب ☀

_الله سبحانه ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، فصفاته سبحانه كاملة،
_وصفاتنا ناقصة، وهو منزه عن مماثلة المخلوقات في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.

_فعلمه سبحانه ليس كعلم المخلوق، لأن علم المخلوق كله نقص، نقص في ابتدائه، لأنه مسبوق بجهل، ونقص في غايته، لأنه يلحقه النسيان، ونقص في شموله، لأنه قاصر لا يعلم كل شيء، وهكذا في بقية الصفات الذاتية.

_وهو سبحانه منزه أن تكون صفاته الفعلية كصفات المخلوقين كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والمجيء لفصل القضاء، والرضى والغضب وغيرها.
⬅فتشبيه الخالق بالمخلوق نقص، لأن تسوية الكامل بالناقص تجعله ناقصاً، والله منزه عن ذلك:
_ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} ... [الشورى: 11].

_وإذا أظهر الله صفات الجلال كالجبار والقهار مع عبد أو أَمَة، فذلك لتربيته، فالله أرحم بنا من أنفسنا.

_وإذا أظهر المولى الكريم صفات الجمال كالكريم والرحيم واللطيف على عبد أو أَمة فذلك لتربيته كذلك.

_والإيمان بأسماء الله وصفاته ليس له حد ولا نهاية، فلو أعطي الرجل أعمار المخلوقات كلها من الجن والإنس والملائكة، والسموات والأرض ومن فيهن، وصرف ذلك في معرفة الله وأسمائه وصفاته والإيمان به، لانتهت تلك الأعمار، وما انتهى بحر الإيمان بالله وأسمائه وصفاته.

_ وإذا كانت الأشجار والبحار تفنى وتنتهي ولما تحيط بكلمات الله، وهي صفة واحدة من صفاته، فكيف ببقية الصفات الأخرى؟: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)} [لقمان: 27].

_والله جل جلاله له الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وله الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.

_فالسلام من أسماء الله الحسنى
_فهو السلام الحق بكل اعتبار، فهو سبحانه سلام في ذاته من كل عيب ونقص.
_وسلام في صفاته من كل عيب ونقص ، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص، وشر وظلم ؛ فهو السلام من الصاحب والولد، وهو السلام من النظير والكفء والسمي والمماثل والشريك ؛ وكل صفة من صفاته سلام مما يضاد كمالها.
_فحياته سبحانه سلام من السنة والنوم والموت ، وقيوميته سلام من التعب واللغوب ، وقدرته سلام من العجز والتعب ، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه، أو عروض نسيان له ،
وغناه سلام من الحاجة إلى غيره، فكل ما سواه محتاج إليه، وهو غني عن كل ما سواه ، وملكه سلام من منازع فيه، أو مشارك له، أو معاون له.
_وحلمه وعفوه، ومغفرته وصفحه سلام من أن يكون عن حاجة منه أو ذل أو مصانعة كما يكون من غيره، بل هو محض جوده وإحسانه وكرمه.
_وعذابه وانتقامه وبطشه سلام من أن يكون ظلماً أو تشفياً، أو غلظة أو قسوة، بل هو محض حكمته وعدله ورحمته ، وقضاؤه وقدره سبحانه سلام من العبث والجور والظلم ، ودينه وشرعه سلام من العبث والنقص، والجور والظلم.
⬅وهكذا في باقي الأسماء والصفات.

_والسلام لله وصفاً وملكاً .. فهو السلام في ذاته .. وبيده السلام .. يسلم من شاء .. ويهلك من يشاء.
_والحمد لله وصفاً وملكاً .. فهو المحمود في ذاته .. وهو الذي يجعل من يشاء محموداً .. ومن يشاء مذموماً.
_والعزة لله وصفاً وملكاً .. فهو العزيز في ذاته .. وهو الرب الذي يعز من يشاء من عباده .. ويذل من يشاء.
_والرحمة كلها له سبحانه وصفاً وملكاً .. فهو الرحيم في ذاته .. وهو الذي يرحم من يشاء .. ويعذب من يشاء.
_والبركة كلها لله وصفاً وملكاً .. فهو المتبارك في ذاته .. وهو الذي يبارك فيمن يشاء من خلقه .. وينزع البركة ممن يشاء من خلقه.

_والبركة نوعان:_
_الأولى: بركة هي فعله تبارك وتعالى، والفعل منها بارك، تارة يتعدى بنفسه، وتارة بعلى، وتارة بفي، والمفعول منها مبارك، وهو ما جعل كذلك، فكان مباركاً بجعله تعالى كما قال سبحانه عن المسيح: _{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31].
_وقال عن كتابه: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)} [ص: 29].

_الثانية: بركة تضاف إليه سبحانه كإضافة الرحمة والعزة، والفعل منها تبارك، ولهذا لا يقال لغيره ذلك، ولا يصلح إلا له عزَّ وجلَّ، فهو سبحانه المبارك، وعبده ورسوله المبارك.

♦وأما صفته (تبارك) فمختصة به تعالى كما أخبر بها عن نفسه بقوله:
_{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)} [الفرقان: 1].
_وقال سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)} [الملك: 1].
_وقال سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)} [الفرقان: 61].

_فالبركة كلها لله تعالى، والبركة منه، فهو المبارك
جل جلاله، ومن ألقى عليه بركته فهو المبارك، ولهذا هو الذي جعل كتابه مباركاً، ورسوله مباركاً، وبيته مباركاً، والأزمنة والأمكنة التي شرفها واختصها مباركة، فليلة القدر مباركة، والمسجد الأقصى مبارك، وأرض الشام مباركة.

_موسوعة فقه القلوب _

_ جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة _

21

☀آثار اﻹيمان بأسماء الله وصفاته ☀

_على المسلم أن يثبت لله من الأسماء والصفات،
_ما أثبته الله ورسوله،
_وينفي عنه ما نفاه الله ورسوله.

_وفي الأحكام يثبت خلقه وأمره، فيؤمن بخلق الله لكل شيء، المتضمن كمال قدرته، وعموم مشيئته، ويثبت أمره المتضمن بيان ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال، وأمره في التصريف والتدبير لهذا الكون العظيم.

_فيثبت العبد جميع أسماء الله وصفاته إثباتاً يتبعه اليقين على الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، وعدم الالتفات إلى ما سواه.

_فالإنسان إذا شفي بالدواء، قال: شفاني الدواء،
_وإذا شفي بدون الدواء، قال شفاني الله،
⬅وهذا ليس بصحيح، فالشافي في الحالين واحد لا شريك له وهو الله.

_ولكن الله عزَّ وجلَّ جعله ابتلاءً وامتحاناً للعباد:
_تارة يشفي بالأسباب ..
_وتارة بدون الأسباب ..
_وتارة بضد الأسباب .. إظهاراً لقدرته .. أو إنفاذاً لسنته .. فالله له قدرة، وله سنة هي الأسباب .. والأسباب مخلوقة مدبرة من القادر الذي لا يعجزه شيء.

♦والأسباب يبتلى بها المؤمن، ويطمئن بها الكافر كما قال سبحانه:
_ {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)} [يونس: 7، 8].

_ولا بد من النفي في أسماء الله وصفاته، فنثبت لله الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وننفي ذلك عما سواه.

_فالله سبحانه قوي وغيره ضعيف .. والله قوته كاملة فلا يعجزه شيء وغيره قوته ناقصة .. والله قوته مطلقة وغيره قوته محدودة .. والله قوته أبدية لا تزول وغيره قوته حادثة تزول.

_والله غني وغيره فقير مهما ملك .. والله غناه كامل وغيره غناه ناقص .. والله غناه مطلق وغيره غناه محدود .. والله غناه أبدي لا يزول وغيره غناه يزول ..
_وهكذا في بقية الأسماء والصفات.

_وبهذا النفي والإثبات يقوى الإيمان، ويزيد اليقين على الله وأسمائه وصفاته، والتوكل عليه وحده، والتوجه إليه وحده، ويضعف اليقين على المخلوق العاجز المقهور.

_والله تبارك وتعالى واحد لا شريك له، وليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته وأفعاله.

_والله سبحانه موصوف في القرآن بالنفي والإثبات، إثبات ما يليق به من الأسماء والصفات، ونفي ما لا يليق به سبحانه، ووصفه بالإثبات أكثر.
_فالإثبات: كإخباره بأنه سبحانه بكل شيء عليم، وأنه
على كل شيء قدير، وأنه بكل شيء محيط، وأنه سميع بصير، وأنه رؤوف رحيم، ونحو ذلك.

_والنفي: كإخباره سبحانه بأنه لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يعزب عنه شيء، ولا يعجزه شيء، وليس كمثله شيء، وأنه لا تدركه الأبصار، وأنه لا يمسه لغوب ونحو ذلك.

_والله تبارك وتعالى جميل في ذاته، وجميل في أسمائه وصفاته وأفعاله، فهو جل جلاله الجواد لذاته، كما أنه الحي لذاته، وجوده العالي من لوازم ذاته.

_والعفو أحب إليه من الانتقام .. والرحمة أحب إليه من العقوبة .. والفضل أحب إليه من العدل، والعطاء أحب إليه من المنع.

♦خلق الإنسان ومن عليه بالنعم، وفضله على غيره، وأنزل إليه كتبه، وأرسل إليه رسله، واعتنى به ولم يهمله، فهو يتقلب في نعمه في جميع أحواله.

♦فإذا تعرض العبد لغضب ربه، وارتكب مساخطه وما يكرهه، وأبعد منه، ووالى عدوه وتحيز إليه، وقطع طريق نعمه وإحسانه إليه، فقد استدعى من الجواد الكريم الرحيم خلاف ما هو موصوف به من الجود والإحسان والبر، وتعرض لإسخاطه وإغضابه وانتقامه، وأن يصير غضبه وسخطه في موضع رضاه، فاستدعى بمعصيته من أفعاله ما سواه أحب إليه منه.

⏪وبينما هو كذلك آبق شارد عن سيده ومولاه، منهمك في موافقة عدوه، إذ عرضت له فكرة، فتذكر بر سيده وعطفه وجوده وكرمه، وعلم أنه لا بد له منه، وأن مصيره إليه، وعرضه عليه، وإن لم يقدم عليه بنفسه، قدم به عليه على أسوإِ الأحوال.

_ففر إلى سيده من بلد عدوه، ووقف ببابه خاشعاً متضرعاً يتملق سيده، ويسترحمه ويستعطفه، ويعتذر إليه، فعلم سيده ما في قلبه فرضي عنه ورحمه، وأبدله بالعقوبة عفواً، وبالمنع عطاءً، وبالمؤاخذة حلماً، وبالبطش رحمة.

⏪فلا تسأل عن فرح ربه به، وقد عاد إليه حبيبه ووليه طوعاً واختياراً، ففتح له طريق البر والإحسان والجود، والتي هي أحب إلى سيده من طريق الغضب والانتقام والعقوبة:
_ {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)} [النساء: 27، 28].

_والإيمان بأسماء الله وصفاته معناه فهمها، والاعتراف بها، والتعبد لله بها، والعمل بمقتضاها، وهذا توحيد الأنبياء والمرسلين:

_فأوصاف العظمة والكبرياء والمجد والجلال تملأ القلب هيبة لله وتعظيماً له.
_وأوصاف العزة والقدرة والجبروت تجعل القلوب تخضع وتذل وتنكسر بين يدي ربها.
_ومعرفة أوصاف البر والرحمة
، والجود والكرم تملأ القلب رغبةً وطمعاً في فضل الله وإحسانه وجوده.
_ومعرفة أوصاف العلم والإحاطة توجب للعبد مراقبة الله في حركاته وسكناته، والحذر من معصيته، والحياء منه.
_ومعرفة مجموع هذه الصفات تملأ القلب محبة لله، وشوقاً إليه، وتعظيماً له، والتعبد والتقرب إلى الله بالأقوال والأفعال.

_موسوعة فقه القلوب _

_ جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة _

22
☀دلالات كمال أسماء و صفات الرب ☀

_صفات الكمال ترجع إلى ثلاث صفات_
_العلم .. _والقدرة .. _والغنى.
⬅وهذه الثلاث لا تصلح على وجه الكمال إلا لله وحده،
_فهو الذي أحاط بكل شيء علماً .. _وهو على كل شيء قدير .. _وهوالغني عن العالمين.
_وقد أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة بقوله: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50)} [الأنعام: 50].

_وينال الناس من هذه الثلاث بقدر ما يعطيهم الله منها، والله سبحانه أعلم بمن يصلح لهذا أو ذاك أو ذلك، فالله أعلم حيث يجعل رسالته، وهو بعباده خبير بصير، حكيم يضع كل شئ في موضعه اللائق به.
_ومفعولات الرب المتنوعة دالة على إرادة الفاعل وقدرته، وعلمه وحكمته.
_وما فيها من المصالح والحكم والغايات المحمودة دال على حكمته تعالى.
_وما فيها من النفع والإحسان والخير دال على رحمته سبحانه.
_وما فيها من البطش والانتقام والعقوبة دال على غضبه.
_وما فيها من التقريب والإكرام والعناية دال على محبته.
_وما فيها من الإهانة والإبعاد والخذلان دال على بغضه ومقته.
_وما فيها من ابتداء الشيء في غاية النقص والضعف، ثم سوقه إلى تمامه ونهايته، ثم موته، ثم حياته مرة أخرى دال على وقوع المعاد.
_وما فيها من ظهور آثار الرحمة والنعمة على خلقه دليل على صحة النبوات.
_وما فيها من الكمالات التي لو عدمتها كانت ناقصة، دليل على أن معطي تلك الكمالات أحق بها.

_فمفعولاته ومخلوقاته سبحانه من أدل شيء على صفاته، وصدق ما أخبرت به رسله عنه كما قال سبحانه:
_{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)} ... [فصلت: 53].

_والله تبارك وتعالى لكمال عظمته وكبريائه، وإحاطته بما سواه، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه واسع عليم، يُرى في الآخرة ولا يحاط به إدراكاً، فالمخلوق لا يحيط بالخالق وإن كان يراه كما قال سبحانه:
_{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)} [الأنعام: 102، 103].

_فسبحان الحي الذي ليس كمثله شيء في حياته ، وسبحان القوي الذي ليس كمثله شيء في قوته.
_«سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ» أخرجه أبو داود والنسائي .

_ومخلوقات الله عزَّ وجلَّ دالة على ذاته وأسمائه وصفاته .. وأسماؤه وصفاته دالة على ما يفعله ويأمر به .. وما لا يفعله ولا يأمر به.
_فاسمه القوي يدل على أنه على كل شيء قدير، ولا يعجزه شيء.
_واسمه الغني يدل على كمال غناه، وأنه لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً.
_واسمه الحميد يدل على أنه لا يأمر بالفحشاء والمنكر.
_واسمه الحكيم يدل على أنه لم يخلق شيئاً عبثاً.
_واسمه الملك يدل على ما يستلزم حقيقة الملك من قدرته، وحسن تدبيره وعطائه ومنعه، وثوابه وعقابه، وبث رسله في أقطار مملكته، وإعلام عبيده بأوامره ومراسيمه، واستوائه على سرير مملكته، الذي هو عرشه المجيد.

_فسبحانه من ملك ما أعظمه .. ومن كريم ما أجوده .. ومن لطيف ما أرحمه.

_وله الحمد على أسمائه وصفاته وأفعاله .. وعلى قضائه وقدره .. وعلى خلقه وأمره .. وعلى دينه وشرعه .. وعلى آلائه ونعمه .. وعلى ثوابه وعقابه .. وعلى عدله وإحسانه:
_{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37)} [الجاثية: 36، 37].

_موسوعة فقه القلوب _

_ جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة _

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق