الأحد، 7 يونيو 2015

أركان اﻹيمان في القرآن (سورة اﻷعلى)


3⃣
💎 فقه تدبر سورة الأعلى 💎

🔰تفسير سورة سبح
⤴وهي مكية

🔖يأمر تعالى بتسبيحه المتضمن لذكره وعبادته، والخضوع لجلاله، والاستكانة لعظمته،
🔺وأن يكون تسبيحا، يليق بعظمة الله تعالى، بأن تذكر أسماؤه الحسنى العالية على كل اسم بمعناها الحسن العظيم ، وتذكر أفعاله التي منها أنه خلق المخلوقات فسواها،
⤴ أي: أتقنها وأحسن خلقها،
☀{وَالَّذِي قَدَّرَ} تقديرًا، تتبعه جميع المقدرات
☀{فَهَدَى} إلى ذلك جميع المخلوقات.

⬅وهذه الهداية العامة، التي مضمونها أنه هدى كل مخلوق لمصلحته، وتذكر فيها نعمه الدنيوية، ولهذا قال فيها: ☀{وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى}
⤴أي: أنزل من السماء ماء فأنبت به أنواع النبات والعشب الكثير، فرتع فيها الناس والبهائم وكل حيوان ، ثم بعد أن استكمل ما قدر له من الشباب، ألوى نباته، وصوح عشبه،
☀{فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى}
⤴ أي: أسود أي: جعله هشيمًا رميمًا، ويذكر فيها نعمه الدينية، ولهذا امتن الله بأصلها ومنشئها ، وهو القرآن، فقال:
☀{سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى}
⤴أي: سنحفظ ما أوحينا إليك من الكتاب، ونوعيه قلبك، فلا تنسى منه شيئًا،
💡 وهذه بشارة كبيرة من الله لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أن الله سيعلمه علمًا لا ينساه.

☀{إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ}
⤴مما اقتضت حكمته أن ينسيكه لمصلحة بالغة
☀{إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى}
⤴ ومن ذلك أنه يعلم ما يصلح عباده أي: فلذلك يشرع ما أراد، ويحكم بما يريد
☀{وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى}
⤴وهذه أيضًا بشارة كبيرة ، أن الله ييسر رسوله صلى الله عليه وسلم لليسرى في جميع أموره، ويجعل شرعه ودينه يسرا  .

☀{فَذَكِّرْ} بشرع الله وآياته
☀ {إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}
⤴ أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة، سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه.

🔖ومفهوم الآية أنه إن لم تنفع الذكرى، بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير، لم تكن الذكرى مأمورًا بها، بل منهيًا عنها،
🔷فالذكرى ينقسم الناس فيها قسمين: 🔹منتفعون
🔹وغير منتفعين.
🔘فأما المنتفعون، فقد ذكرهم بقوله: ☀{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} الله تعالى، فإن خشية الله تعالى، وعلمه بأن سيجازيه على أعماله ، توجب للعبد الانكفاف عن المعاصي والسعي في الخيرات.

🔘وأما غير المنتفعين، فذكرهم بقوله: ☀{وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} وهي النار الموقدة، التي تطلع على الأفئدة.

☀{ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا}
⤴ أي: يعذب عذابًا أليمًا، من غير راحة ولا استراحة، حتى إنهم يتمنون الموت فلا يحصل لهم، كما قال تعالى:
🔆{لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} .

☀{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}
⤴أي: قد فاز وربح من طهر نفسه ونقاها من الشرك والظلم ومساوئ الأخلاق،
☀{وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}
⤴أي: اتصف بذكر الله، وانصبغ به قلبه، فأوجب له ذلك العمل بما يرضي الله، خصوصًا الصلاة، التي هي ميزان الإيمان،
⬅فهذا معنى الآية الكريمة،
🔺وأما من فسر قوله {تزكى} بمعني أخرج زكاة الفطر، {وذكر اسم ربه فصلى}، أنه صلاة العيد،
⬅ فإنه وإن كان داخلا في اللفظ وبعض جزئياته، فليس هو المعنى وحده.

☀{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} .
☀{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}
⤴أي: تقدمونها على الآخرة، وتختارون نعيمها المنغص المكدر الزائل على الآخرة.

☀{وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}
⤴وللآخرة خير من الدنيا في كل وصف مطلوب، وأبقى لكونها دار خلد وبقاء وصفاء، والدنيا دار فناء، فالمؤمن العاقل لا يختار الأردأ على الأجود، ولا يبيع لذة ساعة، بترحة الأبد، فحب الدنيا وإيثارها على الآخرة رأس كل خطيئة.

☀{إِنَّ هَذَا} المذكور لكم في هذه السورة المباركة، من الأوامر الحسنة، والأخبار المستحسنة
☀{لَفِي الصُّحُفِ الأولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}
⤴ اللذين هما أشرف المرسلين، سوى  النبي محمد صلى الله وسلم عليه وسلم.

🔰فهذه أوامر في كل شريعة، لكونها عائدة إلى مصالح الدارين، وهي مصالح في كل زمان ومكان.

💧تم تفسير سورة سبح، ولله الحمد

📙تفسير السعدي رحمه الله تعالى📙

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


4⃣
💎 الدر المستخرجة من سورة الأعلى 💎

       📃الآيات [ ١ : ٨ ]📃
🔰الفوائد المستنبطة من الآيات🔰
💧الفائدة الأولى: وجوب تنزيه الرب عن النقص، والعيب، ومماثلة المخلوق.

💧الفائدة الثانية: إثبات الاسم لله تعالى، لقوله:  {سَبِّحِ اسْمَ}  خلافاً للمعتزلة، والجهمية، الذين زعموا أن الأسماء مخلوقة، وأن الناس اخترعوها لله، تعالى الله عما يقولون.

💧الفائدة الثالثة: إثبات اسم الأعلى لله تعالى.

💧الفائدة الرابعة: إثبات صفة العلو بأنواعه لله:
💡علو الذات
💡وعلو القدر
💡وعلو القهر.

💧الفائدة الخامسة: كمال ربوبية الله تعالى؛ خلقاً، وإحكاماً، وتدبيراً، وهداية.

💧الفائدة السادسة: إثبات الهداية العامة
⤴وهي هداية كل مخلوق إلى ما يصلحه في معاشه.

💧الفائدة السابعة: التنبيه على البعث، من قوله:{  وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ¤ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى } هذه الدورة تدل على إمكانية البعث؛
⤴لأن هذا المرعى يصبح هشيماً، يابساً، مائلاً لونه إلى السواد, ثم يعود مرعى من جديد.

💧الفائدة الثامنة: حفظ الله تعالى لوحيه، ودينه، لقوله: { سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى {

💧الفائدة التاسعة: طلاقة مشيئة الله تعالى، { إِلَّا مَا شَاءَ اللَّه }ُ ، واقترانها بحكمته.

💧الفائدة العاشرة: إمكان النسخ ، لقوله :{ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ }  فقد ينسي الله نبيه شيئاً فيكون من باب نسخ التلاوة والحكم.

💧الفائدة الحادية عشرة: كمال علم الله، لأن الذي { يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى } ما بقي شيء خارج عن معلومه.

💧الفائدة الثانية عشرة: كمال لطف الله بنبيه- صلى الله عليه وسلم: { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى } .

💧الفائدة الثالثة عشرة:أن اليسر من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم   ومن خصائص عقيدته وشريعته.

📃الآيات من [ ٩ : ١٩ ]📃

🔰الفوائد المستنبطة من الآيات🔰
💦الفائدة الأولى : وجوب التذكير: في كل حال، لكل أحد، في كل حين.

💦الفائدة الثانية : تفاوت الخلق في الانتفاع من الذكرى، مع كون المنطوق واحدًا.
🔺يقف خطيب الجمعة، ويعظ الناس جميعاً، فتجد من الناس من يخفق قلبه، ويبكي، ويتأثر بالموعظة، وتجد آخر، عقله يسرح في أودية الدنيا.
🔺يخرج الناس من صلاة الجمعة، فمنهم من اتعظ، وازدجر، وصمم على إصلاح حاله، ومنهم من يخرج وكأن الأمر لا يعنيه، ولسان حاله يقول : {مَاذَا قَالَ آنِفًا ۚ }!!

💦الفائدة الثالثة : بيان الهدايتين؛
🔺هداية الدلالة والبيان
🔺وهداية التوفيق والإلهام
⤴فالذكرى هداية دلالة وبيان، وكون بعضهم يتذكر، وبعضهم يعرض، يدل على هداية التوفيق والإلهام.

💦الفائدة الرابعة : أن الخشية أساس القبول، لقوله: { سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى } .

💦الفائدة الخامسة : العجب من صدود الكافر عن أسباب نجاته: { وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى } .
🔺 كما تعجب مؤمن آل فرعون:
🔆{وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّار}.

💦الفائدة السادسة : إثبات النار وشدة عذابها.

💦الفائدة السابعة : وجوب التزكي والمجاهدة:  {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} 
🔺 فإذا كان الفلاح لا يحصل إلا بالتزكي, فالتزكي إذاً واجب.
🔆{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}.

💦الفائدة الثامنة : فائدة تربوية مهمة، ⬅وهي أن التزكية تحصل شيئاً، فشيئاً، ليس في يوم وليلة ينقلب حال الإنسان من الأسوأ إلى الأحسن.
⤴ لأن كلمة "تزكى" تدل على أن الأمر يحصل شيئاً فشيئاً.
💡وهكذا الإيمان أول ما يقوم الإيمان في القلب، يكون كالنبتة الصغيرة، ثم لا تزال تمده مادة العلم، والإيمان حتى يصبح شجرة باسقة {ٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ}[سورة إبراهيم 24]

💦الفائدةالتاسعة: اقتران الاعتقاد بالقول والعمل.  {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى }  فبعد أن ذكر التزكية،
قال:  {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ }⬅ باللسان، و {فَصَلَّى} ⬅ بالجوارح.
💡 فالإيمان
🔺 قول،
🔺 وعمل
🔹قول القلب، واللسان
🔹وعمل القلب، واللسان، والجوارح.

💦الفائدة العاشرة : أن سر هلاك الكافر حب الدنيا:   {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا  وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}    .

💦الفائدة الحادية عشرة : أن دين الله واحد:{ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى   صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}    .

⤴فهذا الذي في القرآن الذي جاء به محمد-صلى الله عليه وسلم- هو الذي في الصحف الأولى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} لا يختلف، وإنما تتنوع الشرائع.

📗التفسير العقدي📗

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

هناك تعليقان (2):