الأحد، 7 يونيو 2015

أركان اﻹيمان في القرآن (سورة الغاشية)


5⃣
💎فقه تدبر سورة الغاشية 💎

📃 الآيات من{1 - 16} 📃
🔖يذكر تعالى أحوال يوم القيامة وما فيها من الأهوال الطامة، وأنها تغشى الخلائق بشدائدها، فيجازون بأعمالهم، ويتميزون إلى فريقين: فريقًا في الجنة، وفريقًا في السعير.

🔖فأخبر عن وصف كلا الفريقين،
🔺فقال في وصف أهل النار:
☀{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} أي: يوم القيامة ☀{خَاشِعَة} من الذل، والفضيحة والخزي.
☀{عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} أي: تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار.
➰ويحتمل أن المراد بقوله:
☀{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} ⬅في الدنيا لكونهم في الدنيا أهل عبادات وعمل، ولكنه لما عدم شرطه وهو الإيمان، صار يوم القيامة هباء منثورا،
🔹وهذا الاحتمال وإن كان صحيحًا من حيث المعنى، فلا يدل عليه سياق الكلام،
🔹بل الصواب المقطوع به هو الاحتمال الأول، لأنه قيده بالظرف، وهو يوم القيامة، ولأن المقصود هنا بيان وصف أهل النار عمومًا، وذلك الاحتمال جزء قليل من أهل النار بالنسبة إلى أهلها ؛ ولأن الكلام في بيان حال الناس عند غشيان الغاشية، فليس فيه تعرض لأحوالهم في الدنيا.
☀وقوله: {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} أي: شديدًا حرها، تحيط بهم من كل مكان،
☀{تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} أي: حارة شديدة الحرارة
🔆{وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} فهذا شرابهم.

🔹وأما طعامهم فـ
☀{لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} وذلك أن 🔖المقصود من الطعام أحد أمرين:
🔺 إما أن يسد جوع صاحبه ويزيل عنه ألمه،
🔺وإما أن يسمن بدنه من الهزال، وهذا الطعام ليس فيه شيء من هذين الأمرين،
🔻بل هو طعام في غاية المرارة والنتن والخسة نسأل الله العافية.

🔰وأما أهل الخير، فوجوههم يوم القيامة
☀{نَاعِمَةٌ} أي: قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور.
☀{لِسَعْيِهَا} الذي قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة، والإحسان إلى عباد الله،
☀{رَاضِيَةٌ} إذ وجدت ثوابه مدخرًا مضاعفًا، فحمدت عقباه، وحصل لها كل ما تتمناه، وذلك أنها
☀{فِي جَنَّةٍ} جامعة لأنواع النعيم كلها،
☀{عَالِيَةٍ} في محلها ومنازلها، فمحلها في أعلى عليين، ومنازلها مساكن عالية، لها غرف ومن فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة.
☀{قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} أي: كثيرة الفواكه اللذيذة، المثمرة بالثمار الحسنة، السهلة التناول، بحيث ينالونها على أي: حال كانوا، لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة، أو يستعصي عليهم منها ثمرة.
☀{لا تَسْمَعُ فِيهَا} أي: الجنة
☀{لاغِيَةً} أي: كلمة لغو وباطل، فضلا عن الكلام المحرم، بل كلامهم كلام حسن نافع مشتمل على ذكر الله تعالى، وذكر نعمه المتواترة عليهم، وعلى الآداب المستحسنة بين المتعاشرين، الذي يسر القلوب، ويشرح الصدور.
☀{فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ} وهذا اسم جنس أي: فيها العيون الجارية التي يفجرونها ويصرفونها كيف شاءوا، وأنى أرادوا.
☀{فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ} و " السرر " جمع " سرير " وهي المجالس المرتفعة في ذاتها، وبما عليها من الفرش اللينة الوطيئة.
☀{وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ} أي: أوان ممتلئة من أنواع الأشربة اللذيذة، قد وضعت بين أيديهم، وأعدت لهم، وصارت تحت طلبهم واختيارهم، يطوف بها عليهم الولدان المخلدون.
☀{وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ} أي: وسائد من الحرير والاستبرق وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله، قد صفت للجلوس والاتكاء عليها، وقد أريحوا عن أن يضعوها، ويصفوها بأنفسهم.
☀{وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} والزرابي هي: البسط الحسان، مبثوثة أي: مملوءة بها مجالسهم من كل جانب.

  📃الآيات {17 - 26} 📃
🔷يقول تعالى حثًا للذين لا يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولغيرهم من الناس، أن يتفكروا في مخلوقات الله الدالة على توحيده:
☀{أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} أي: ألا ينظرون إلى خلقها البديع، وكيف سخرها الله للعباد، وذللها لمنافعهم الكثيرة التي يضطرون إليها.
☀{وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ} بهيئة باهرة، حصل بها استقرار الأرض وثباتها عن الاضطراب، وأودع فيها من المنافع الجليلة ما أودع.
☀{وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} أي: مدت مدًا واسعًا، وسهلت غاية التسهيل، ليستقر الخلائق  على ظهرها، ويتمكنوا من حرثها وغراسها، والبنيان فيها، وسلوك الطرق الموصلة إلى أنواع المقاصد فيها.
🚦واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة، قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها، كما دل على ذلك  النقل والعقل والحس والمشاهدة، كما هو مذكور معروف عند أكثر  الناس، خصوصًا في هذه الأزمنة، التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربة للبعيد، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدًا، الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر.
🚦وأما جسم الأرض الذي هو في غاية الكبر والسعة  ، فيكون كرويًا مسطحًا، ولا يتنافى ا
لأمران، كما يعرف ذلك أرباب الخبرة.
☀{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} أي: ذكر الناس وعظهم، وأنذرهم وبشرهم، فإنك مبعوث لدعوة الخلق إلى الله وتذكيرهم، ولم تبعث مسيطرًا عليهم، مسلطًا موكلا بأعمالهم، فإذا قمت بما عليك، فلا عليك بعد ذلك لوم، كقوله تعالى:
🔆{وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} .
☀وقوله: {إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ} أي: لكن من تولى عن الطاعة وكفر بالله
☀{فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ} أي: الشديد الدائم،
☀{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} أي: رجوع الخليقة  وجمعهم في يوم القيامة.
☀{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} فنحاسبهم على ما عملوا من خير وشر.

📝آخر تفسير سورة الغاشية ، والحمد لله رب العالمين

📙تفسير السعدي رحمه الله تعالى📙

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

6⃣
💎 الدرر المستخرجة من سورة الغاشية 💎

🔰الفوائد المستنبطة من الآيات🔰
🚦 1-: شدة أهوال يوم القيامة، وذلك أنه سماها (الْغَاشِيَةِ).

🚦2-: سوء عاقبة الكافرين، وشدة عذابهم في النار، حساً، ومعنىً.

🚦3-: حسن عاقبة المؤمنين، وكمال نعيمهم في الجنة حساً، ومعنى.

🚦4-: أن اتفاق الأسماء لا يلزم منه اتفاق المسميات, إذ أن الله تعالى قال: ﴿عَيْنٍ آَنِيَةٍ﴾, ﴿ضَرِيعٍ﴾, ﴿سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ﴾, ﴿َأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ﴾, ﴿َنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ﴾, ﴿وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾,
🔹وهذه الأسماء معلومة في الدنيا, لكن الأمر كما قال ابن عباس [ليس في الجنة مما في الدنيا إلا الأسماء]
🔹ونقول أيضاً ليس في النار مما في الدنيا إلا الأسماء, فالأسماء واحدة والحقائق أو المسميات متفاوتة.

🚦5-: إثبات المعنى العام، المشترك في الأذهان، ليُفهم الخطاب؛ فلفظ ﴿عَيْنٍ آَنِيَةٍ﴾ التي في النار، فيه معنى الحرارة المتناهية، وهذا أمر مدرك في الذهن, وإن لم تكن تلك العين الآنية في النار كعين حارة في الدنيا,
☀﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ﴾ ذلك الضريع الذي في النار، قطعاً ليس كالضريع الذي تعافه البهائم، والحيوانات في الدنيا, لكن فيه معنىً مشترك، وهو كونه شوكا، ولذلك تعافه البهائم، ففيه معنى الأذى، والمعاناة في تناوله.
🌴كذلك عند الحديث عن الجنة، تذكر﴿السرر المرفوعة﴾, ﴿الأكواب الموضوعة﴾, ﴿النمارق﴾, ﴿الزرابي﴾ فإن كل لفظ من هذه الألفاظ له معنىً في الذهن, فلا يمكن أن يكون المعنى الذي يعطيه ﴿َنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ﴾ كالمعنى التي تعطيه ﴿زَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ﴾, وذلك لأن هذا يتعلق بمعنىً يقوم في الذهن، وإن لم يلزم من ذلك أن يكون هذا مثل هذا.
🔖وقد جعل شيخ الإسلام بن تيمية ‘، أحد المثلين في الرسالة التدمرية، على وجوب إثبات صفات الله ، وأن إثباتها لا يلزم منه تمثيل, ما يكون في الجنة من أنواع النعيم، والحور، والقصور، والدور، والمراكب، وغير ذلك، فإن الأسماء واحدة، والحقائق مختلفة.
🔺فإن كان هذا التفاوت بين مخلوق ومخلوق, فكيف بين خالق ومخلوق؟!❓ هذا هو المعنى المشترك.
🔶وفائدته: أن يفهم الخطاب، لأن الله تعالى لو لم يخاطبنا بما نعهد له مثيلاً في الدنيا، ما عقلنا مراده .

🚦6-: لفت الأنظار إلى التدبر في خلق الله :  وذلك في قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ..﴾.
⤴ولهذا ينبغي للدعاة لله أن يستعملوا هذه الطريقة، وأن يحركوا العقول النائمة، والأذهان البليدة، لأن الذهن البليد، والعقل الغافل، مغلق لا يقبل موعظة، وذكرى.
🔹فإذا نفض عنه هذا الغبار أصبح صالحًا للاستقبال.

🚦7-: قرب دلائل الربوبية ومباشرتها للمكلفين: فالسماء، والأرض، والجبال، والإبل, لا تحتاج إلى كد، وعناء.
🔹فدلائل الربوبية هذه قريبة جدًا, بل هناك أقرب مما ذُكر, كما قال في آية أخرى: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾(الذاريات-21),

🚦8-: الأمر بالتذكير، واستعمال البراهين الحسية، والعقلية: لقوله تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ﴾ بعد أن قال: ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ﴾ وهذا يستدعي إعمال الأدوات الحسية؛ من البصر، والسمع وغيرها, واستعمال العقل في الاستنباط.

🚦9-: أن الداعية لا يملك إلا البيان, وإنما الهدى بيد الله:
🔹وأثر هذا على نفس الداعية ألا يشعر بالإحباط والخذلان, قال الله : ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ﴾(فاطر-8),
🔹فينبغي للداعية أن يجتهد في دعوته، وإبلاغها, وألا يشغل باله في النتائج، فذلك إلى الله عز وجل، ولو شاء الله عز وجل لآمن من في الأرض كلهم جميعاً.

🚦10-: لا إكراه في الدين: قال: ﴿لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ﴾ فأمر الدين والعقيدة لا يمكن أن يقع فيه إكراه, ولا يمكن أن تُدخل العقيدة في نفس الإنسان كرهًا.
🔶أما إقامة الدين، بمعنى الشرع، والنظام، فهذا من الأحكام السلطانية، التي إذا كتب الله تعالى لأهل دينه التمكين, فإنهم يلزمون الناس بها، فمن قبل دين الله فله ما لنا، وعليه ما علينا، وهو كأحدنا, ومن أبى، فإن عليه أن يدفع الجزية عن يد وهو صاغر، لكي يكون الدين لله,
🔸ومعنى ذلك أنه خضع لدين الله، ولشرعه، ولأئمة المسلمين, فإن أبى فالسيف.
🔺هكذا رتب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الأمور.

🚦11-: الوعيد الشديد على الكافر المعرض: قال تعالى: ﴿إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾.

🚦12-: أن مجرد الإعراض، والتولي نوع من أنواع الكفر، فإذا صرف الإنسان  فكره، وأعرض بعقله عن النظر في دين الله كفر بذلك، حتى لو لم يقل كلام كفر, وحتى لو لم يقع منه شرك، وعبادة أصنام.
🔺وقد مثل لذلك بما جرى من أبناء عبد ياليل، حين دعاهم النبي ﷺ، فقد سألته عائشة، رضي الله عنها،
💫فقالت: هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ قَالَ لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمِ الأخشبين فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا) (متفق عليه).

🚦13-: إثبات البعث والجزاء: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ كل هذه الخلائق تؤوب إلى الله عز وجل، وحسابها عليه، لا يخرجون من سلطان الله، ولا ينفذون من ملكه.

📗التفسير العقدي📗

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق