الثلاثاء، 9 يونيو 2015

فقه الوحي اﻹلهي من صحيح البخاري (باب قول النبي رب مبلغ أوعى من سامع)

1⃣

💎 فقه شرف اﻷمر بالتبليغ 💎

🌴بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 💧«رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ»💧

📝ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ: 📝
🔖ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :-
💫" ﻗﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻴﺮﻩ " ﻳﻮﻡ اﻟﻨﺤﺮ ﺑﻤﻨﻰ ﻓﻲ ﺣﺠﺔ اﻟﻮﺩاﻉ
💫" ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺇﻧﺴﺎﻥ " ◀ﻭﻫﻮ ﺑﻼﻝ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " ﺑﺨﻄﺎﻣﻪ ﺃﻭ ﺑﺰﻣﺎﻣﻪ،
💫ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﺃﻱ ﻳﻮﻡ ﻫﺬا؟ ❓
🔺ﻓﺴﻜﺘﻨﺎ "◀ ﻷﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﺷﻲء ﻻ ﻳﺠﻬﻠﻪ ﺃﺣﺪ، ﻓﻈﻨﻮا ﺃﻧﻪ ﺃﺭاﺩ ﻏﻴﺮﻩ،
" ﻓﻈﻨﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺴﻤﻴﻪ ﺳﻮﻯ اﺳﻤﻪ " اﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻟﺪﻳﻨﺎ
💫" ﻗﺎﻝ: ﺃﻟﻴﺲ ﻳﻮﻡ اﻟﻨﺤﺮ!❗❓
🔺 ﻗﻠﻨﺎ: ﺑﻠﻰ " ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ "
💫ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﻱ ﺷﻬﺮ ﻫﺬا؟❓
🔺 ﻓﺴﻜﺘﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺴﻤﻴﻪ ﺑﻐﻴﺮ اﺳﻤﻪ
💫ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻟﻴﺲ ﺑﺬﻱ اﻟﺤﺠﺔ؟❗❓
🔺ﻗﻠﻨﺎ: ﺑﻠﻰ " ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮﺕ
💫" ﻗﺎﻝ: ﻓﺈﻥ ﺩﻣﺎءﻛﻢ ﻭﺃﻣﻮاﻟﻜﻢ ﻭﺃﻋﺮاﺿﻜﻢ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﺣﺮاﻡ "
🔴ﺃﻱ ﻓﺈﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺩﻡ ﺃﻭ ﻣﺎﻝ ﺃﻭ ﻋﺮﺽ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺩﻳﺎﻥ اﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ

💫 " ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻣﻜﻢ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺷﻬﺮﻛﻢ ﻫﺬا ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ﻫﺬا "
🔴ﺃﻱ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺣﺮﻡ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻘﻮﻕ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺣﺮﻡ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ،
🔗 ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺷﺒﻪ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﺣﻘﻮﻕ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺑﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻡ اﻟﻨﺤﺮ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ اﻟﺤﺠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻷﻣﻴﻦ ⬅ﻷﻥ ﺗﺤﺮﻳﻤﻪ ﻛﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮﺏ ﺭاﺳﺨﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ،
📍 ﺑﺨﻼﻑ ﺣﻘﻮﻕ اﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺠﻬﻠﻮﻧﻬﺎ، ﻭﻳﺘﻬﺎﻭﻧﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ،↩ ﻓﺸﺒﻪ ﻟﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺑﻬﺬﻩ ﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺣﺮﻣﺘﻬﺎ.

💫ﺛﻢ ﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: " ﻟﻴﺒﻠﻎ اﻟﺸﺎﻫﺪ اﻟﻐﺎﺋﺐ "
🔴 ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﺘﻔﻮا ﺑﺴﻤﺎﻉ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻫﺬا ﻭاﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺘﺒﻠﻴﻐﻪ ﻭﺭﻭاﻳﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻓﻠﻴﺒﻠﻎ اﻟﺤﺎﺿﺮ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻐﺎﺋﺐ، ﻭﻳﺮﻭﻱ ﻟﻪ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻫﺬا،
↩ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻮﺟﻮﺩا ﻓﻲ ﺃﻣﺘﻪ ﺗﺘﺪاﻭﻟﻪ اﻷﺟﻴﺎﻝ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻴﺎﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻟﺘﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ، ﻭﺗﺴﺘﻨﺒﻂ اﻷﺣﻜﺎﻡ اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻷﺯﻣﺎﻥ ﻭاﻟﻌﺼﻮﺭ

💫" ﻓﺈﻥ اﻟﺸﺎﻫﺪ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﻴﻠﻎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻭﻋﻰ ﻣﻨﻪ "
🔴 ﺃﻱ ﻓﺈﻥ ﺭاﻭﻱ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺪ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻓﻘﻪ ﻭﺃﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻨﺒﺎﻁ اﻷﺣﻜﺎﻡ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻨﻪ.

🔘ﻭﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ:

♦ﺃﻭﻻ: ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻭﺭﻭاﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺷﺮﻑ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺃﻫﻠﻪ،
🔺ﻭﺭﺣﻢ اﻟﻠﻪ اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ:
ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﺈﻧﻪ◀.. ﺫﻭ ﻧﻀﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻧﻮﺭ ساطع ﻷﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺩﻋﺎ ﺑﻨﻀﺮﺓ ﻭﺟﻪ ﻣﻦ◀.. ﺃﺩﻯ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻤﻞ
↙ ﻭاﺗﺒﻊ ﻳﺸﻴﺮ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ🔻🔻
💫 ﻗﻮﻟﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - "ﻧﻀﺮ اﻟﻠﻪ اﻣﺮءا ﺳﻤﻊ ﻣﻨﺎ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻓﺤﻔﻈﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻐﻪ ﻏﻴﺮﻩ ".

♦ ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﻘﻮﻕ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻣﺤﺮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑﺼﺮﻑ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻣﺬﻫﺒﻪ ﻭﻋﻨﺼﺮﻩ ﻭﺟﻨﺴﻴﺘﻪ،
❎ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ اﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺤﺎﻝ ﻣﻦ اﻷﺣﻮاﻝ،
✅ﻭﻟﻢ ﺗﺸﺮﻉ اﻟﺤﺪﻭﺩ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺇﻻ ﻟﺼﻴﺎﻧﺔ اﻟﺪﻳﻦ ﻭاﻟﻨﻔﺲ ﻭاﻟﻤﺎﻝ ﻭاﻟﻌﺮﺽ ﻭاﻟﻨﺴﺐ ﻭاﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻘﻮﻕ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﺮﺭ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ اﻹﺳﻼﻣﻲ.

♦ ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﺃﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﺷﻲء ﻭاﻟﻔﻘﻪ ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ﺁﺧﺮ،
🔺 ﻓﻘﺪ ﻳﺮﻭﻱ اﻟﻤﺤﺪﺙ، ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻓﻘﻪ ﻣﻨﻪ،
ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﺤﺪﺙ ﻏﻴﺮ ﻓﻘﻴﻪ.

♦ ﻭاﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ: ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ
🔺" ﻓﺈﻥ اﻟﺸﺎﻫﺪ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻭﻋﻰ ﻣﻨﻪ ".

📕منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري📕

📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚

2⃣

💎 الحكمة في حسن الموعظة 💎

🌴 بَابُ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ وَالعِلْمِ كَيْ لاَ يَنْفِرُوا"

🔷الحديث اﻷول 🔷

☀ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﺘﺨﻮﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﻓﻲ اﻷﻳﺎﻡ، ﻛﺮاﻫﺔ اﻟﺴﺂﻣﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ".
- اﻟﺤﺪﻳﺚ: ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﻭاﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺃﻳﻀﺎ. 
🔺🔸🔺🔸🔺

📝 ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ: 📝

ﻳﻘﻮﻝ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:
💫" ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﺘﺨﻮﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﻓﻲ اﻷﻳﺎﻡ
🔷" ﺃﻱ ﻛﺎﻥ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻔﺎﻉ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪﻭاﺳﺘﻔﺎﺩﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﻋﻈﻪ ﻭﺇﺭﺷﺎﺩﻩ ﻻ ﻳﻜﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ،
🔹 ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﻌﻬﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻳﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺑﻌﺾ،
🔹ﻭﻳﺘﺤﺮﻯ اﻷﻭﻗﺎﺕ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻈﻨﺔ اﺳﺘﻌﺪاﺩﻫﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻬﺎ،
🔹ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ
💫 " ﻛﺮاﻫﺔ اﻟﺴﺂﻣﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ "
🔷 ﺃﻱ ﺧﻮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻀﺠﺮ ﻭاﻟﻤﻠﻞ، ◀اﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ اﺳﺘﺜﻘﺎﻝ اﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﻭﻛﺮاﻫﺘﻬﺎ ﻭﻧﻔﻮﺭﻫﺎ، ﻓﻼ ﺗﺤﺼﻞ اﻟﻔﺎﺋﺪﺓ اﻟﻤﺮﺟﻮﺓ،
🔺ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﺸﺎﻋﺮ: ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﻔﻊ اﻟﻤﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺮء ... ﺇﺫا ﺻﺎﺩﻓﺖ ﻫﻮﻯ ﻓﻲ اﻟﻔﺆاﺩ
📍ﻭاﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ: ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻳﺘﺨﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﻋﻈﺔ.
🔗♦🔗♦🔗

🔷الحديث الثاني🔷
☀ ﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: " ﻳﺴﺮﻭا ﻭﻻ ﺗﻌﺴﺮﻭا ﻭﺑﺸﺮﻭا ﻭﻻ ﺗﻨﻔﺮﻭا ". ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ.
🔺🔸🔺🔸🔺🔸

📝ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ: 📝

📌ﺃﻣﺮ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ،
🔶 ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻷﻭﻝ ﻣﻨﻬﻤﺎ اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺫاﺕ ﻧﻔﺴﻪ
🔶 ﻭﻋﻠﻰ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻧﻔﻌﻪ ﻟﻐﻴﺮﻩ،
📌 ﻭﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺿﺪﻫﻤﺎ، ﻟﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻜﺴﻴﺔ.

1⃣ﺃﻣﺎ اﻷﻣﺮ اﻷﻭﻝ 🔻🔻
💧اﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﺻﻼﺡ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭاﺳﺘﻘﺎﻣﺘﻪ ﻓﻬﻮ ⬅اﻟﺘﻴﺴﻴﺮ، ﻭﺿﺪﻩ اﻟﺘﻌﺴﻴﺮ، 🔻🔻
💫ﻭﻓﻲ ﻫﺬا ﻳﻘﻮﻝ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - " ﻳﺴﺮﻭا "
🔶ﺃﻱ ﺧﻔﻔﻮا ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺔ اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻴﻘﻮﻧﻬﺎ، ﻭاﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭاﻟﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﻧﻮاﻓﻞ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﻭاﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻡ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﻭﻧﺤﻮﻩ،
🔸ﻓﺄﺗﻮا ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﺘﻌﻢ، ﻣﻊ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﻮﻕ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭاﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭاﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﺷﺮاﺏ ﻭﻟﺒﺎﺱ ﻭﻧﻮﻡ ﻭﺭاﺣﺔ ﻭﺯﻭﺟﺔ ﻭﻭﻟﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ،
💫 ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: " ﺇﻥ ﻟﺒﺪﻧﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﺰﻭﺟﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﺎ، ﻭﺇﻥ ﻟﺰﻭﺭﻙ -ﺃﻱ ﺿﻴﻔﻚ- ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﺎ "
💫 " ﻭﻻ ﺗﻌﺴﺮﻭا "
🔶ﺃﻱ ﻻ ﺗﺸﺪﺩﻭا ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﺑﺘﻜﻠﻴﻔﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﻭاﻟﻄﺎﻋﺎﺕ،
🔸ﻭﺇﻫﻤﺎﻝ ﺣﻘﻮﻕ اﻟﺠﺴﺪ ﻭاﻟﺮﻭﺡ ﻭﺣﻘﻮﻕ اﻷﻫﻞ ﻭاﻟﻮﻟﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ،
↙ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﻭﺧﻴﻤﺔ اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ،
ﻭﻫﻲ اﻟﺴﺂﻣﺔ ﻭاﻟﻤﻠﻞ اﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻛﺮاﻫﻴﺔ اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ،
ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﻛﺮاﻫﻴﺔ اﻟﺪﻳﻦ ﻧﻔﺴﻪ.

2⃣ ﺃﻣﺎ اﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ 🔻🔻
💧اﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺠﺎﺡ اﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ﻭاﻧﺘﻔﺎﻉ اﻟﻐﻴﺮ ﺑﻬﺎ،
⬅ ﻓﻬﻮ اﻟﺘﺒﺸﻴﺮ ﻭﺿﺪﻩ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻭاﻟﺘﺨﻮﻳﻒ، اﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﻔﻮﺭ، 🔻🔻
💫ﻭﻓﻲ ﻫﺬا ﻳﻘﻮﻝ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - " ﻭﺑﺸﺮﻭا "
🔶 ﺃﻱ ﺑﺸﺮﻭا اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﺛﻮاﺑﻪ، ﻭﺟﺰﻳﻞ ﻋﻄﺎﺋﻪ، ﻭﺳﻌﺔ ﺭﺣﻤﺘﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻓﺎﺩ اﻟﻘﺴﻄﻼﻧﻲ
💫 " ﻭﻻ ﺗﻨﻔﺮﻭا " اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﻭﺃﻧﻮاﻉ اﻟﻮﻋﻴﺪ.

🔶ﻭاﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ: ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ " ﻭﻻ ﺗﻨﻔﺮﻭا ".

💎 ﻭﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺜﻴﻦ:💎

♦ ﺃﻭﻻ: اﺳﺘﺤﺒﺎﺏ اﺧﺘﻴﺎﺭ اﻷﻭﻗﺎﺕ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﻋﻈﺔ، ﻭﻋﺪﻡ اﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻨﻬﺎ، ﻟﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﺴﺎﻣﻌﻮﻥ، ﻷﻥ اﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻤﻠﻬﻢ ﻭﻳﻨﻔﺮﻫﻢ.

♦ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﺃﻥ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻓﻲ ﻧﻮاﻓﻞ اﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭاﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻡ ﻭﻗﻴﺎﻡ ﻭﺇﻋﻄﺎء اﻟﻨﻔﺲ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺷﻮﻕ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺃﺟﺪﻯ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻧﻔﻌﺎ.

♦ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﺣﺚ اﻟﻤﺮﺷﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺸﻴﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﺗﺮﻏﻴﺒﻬﻢ، ﻭﻓﺘﺢ ﺃﺑﻮاﺏ اﻷﻣﻞ ﻭاﻟﺮﺟﺎء ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ◀ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺒﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺐ ﻭﺭﻏﺒﺔ، ﻭﻳﺤﺴﻨﻮا اﻟﻈﻦ ﺑﻪ، ﻣﻊ اﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ، ﻭاﻻﺧﻼﺹ ﻓﻴﻪ،
🔺ﻓﺈﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻟﺮﺟﺎء ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺮﻥ اﻷﻣﻞ ﺑﺤﺴﻦ اﻟﻌﻤﻞ.
🔸ﻭﺇﻻ ﻓﻬﻮ ﺃﻣﺎﻧﻲ ﺑﺎﻃﻠﺔ، ﻻ ﺗﺠﺪﻱ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ.

📕منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري📕

📚جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة📚

3⃣

💎 خيرية الفقه في الدين 💎

🌴بَابٌ: مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ

🔷الحديث:
⤴أخرجه الشيخان وأحمد وابن ماجه.

🔷ترجمة راوي الحديث:
⤴هو معاوية ابن أبي سفيان القرشي الأموي،
🔹أسلم مع أبيه يوم الفتح،
🔹وظهرت عليه النباهة منذ صغره،
🔹نظر إليه أبوه وهو غلام فقال: إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه
🔹فقالت أمه هند: قومه فقط! ثكلتْهُ أمه إن لم يسد العرب قاطبة،
🔹تولى الإِمارة عشرين سنة،
🔹والخلافة مثلها،
🔹وقال فيه عمر رضي الله عنه: هذا كسرى العرب
🔹روى (163) حديثاً انفرد البخاري بثمانية، ومسلم بخمسة،
🔹وتوفي سنة 60 من الهجرة.

🔶معنى الحديث:
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -
🔸 " من يرد الله به خيراً "
🔺 أي خيراً عظيماً، ونفعاً كثيراً، فإن التنكير للتعظيم

🔸 " يفقهه في الدين "
🔺 أي يمنحه العلم الشرعي الذي لا يدانيه خير في هذا الوجود في فضله وشرفه، وعلو درجته، لأنه ميراث الأنبياء، الذي لم يُورِّثُوا غيره

🔸" وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم ".
🔺 وللفقه في لسان الشرع معنيان، 🔽🔽
🚩معنىً خاص: وهو معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بالعبادات والمعاملات والجنايات والأحوال الشخصية.
🚩ومعنىً عام: وهو معرفة علوم الدين من توحيد وتفسير وحديث وفرائض وأحكام، وهو المراد هنا

🔸" وإنما أنا قاسم "
🔺 أي وإنما أنا مجرد قاسم للعلوم الشرعية، ومبلغ لها، أبلغها وأنقُلها إليكم عن ربكم

🔸" والله عز وجل يعطي "
🔺أي والله وحده هو الذي يعطي الحفظ والفهم من يشاء وعلى قدر ما يشاء

🔸" ولن تزال هذه الأمة "
🔺 أي لا تزال طائفة من المسلمين

🔸" قائمة على أمر الله "
🔺 أي ثابتة على دينه إلى قيام الساعة.

💎ويستفاد منه ما يأتي:💎
🎐 أولاً: أن العلم الشرعي أشرف العلوم إطلاقاً، لعلاقته بالله.

🎐ثانياً: أن الفقه في الدين موهبة ربانية يختلف الناس فيها وكذلك كل الملكات الإِنسانية.

💭والمطابقة: في كون الترجمة من لفظ الحديث.

📕 منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق